عبد الله السالم ودولة الكويت المؤسسية!.. بقلم خليفة الخرافي

القبس

من أفشل مشروع عبد الله السالم لبناء دولة مؤسسات وقوانين ودستور؟

خليف مساعد الخرافي

في يوم 2 يناير 1939 اجتمع أعضاء المجلس التشريعي لاستعراض مسودة الدستور، وذلك من أجل إقرارها، بعد أن أدخل عليها إضافة تتيح للحاكم حق حل المجلس التشريعي متى نشبت بأسبابه فتنة عامة في البلد واستعصى حلها بالطرق السلمية، على أن تشمل الإرادة القاضية بالحل أمراً بإجراء انتخابات للمجلس خلال أسبوع من تاريخه. وبعد مصادقة المجلس على ذلك، تم إرسال مسودة الدستور إلى الأمير ليصادق عليها، لكنه رفضها وقدم بدلاً منها دستوراً آخر، رأى أنه الأنسب للكويتيين. وبعد خلاف في وجهات النظر أصدر الأمير في 7 مارس 1939 أمراً بحل المجلس التشريعي الثاني الذي لم يكن قد بدأ أعماله بعد، تزامن معها كساد تجارة اللؤلؤ؛ بسبب نجاح اليابان في زراعته، عوض عنه ازدهار نشاط النقل البحري بنقل تمور البصرة والفاو إلى الهند وأفريقيا ونقل البضائع، وساعد أكثر قيام الحرب العظمى فانتعشت أكثر تجارة النقل البحري للسفن الكويتية.

في عهد المرحوم، بإذن الله، الشيخ أحمد الجابر وفي يوم 30 يونيو 1946 تم تصدير أول شحنة من النفط الكويتي، وبدأت عجلة التنمية ببناء المستشفى الأميري، قام بعدها مسؤول البناء في المعارف بوحمود عبدالعزيز المقهوي ببناء مدارس في القرى مثل قرية الفنطاس والجهراء وجليب الشيوخ والفحيحيل.

قبلها وفي فترة الأربعينات نشط طلبة الكويت في مصر من خلال بيت الكويت بإقامة ندوات ولقاءات مع مثقفين وصحافيين مصريين، ومجلة حائط يكتبون فيها بجرأة عن أحلامهم وطموحاتهم وخططهم لتطوير الكويت وإصلاحها.

حين توافد طلبة الكويت المبتعثون للدراسة في مصر ولبنان والعراق في بداية الخمسينات إلى وطنهم وانشأوا النادي الادبي، وفي تلك الفترة اسس المرحوم جاسم محمد الصقر دار نشر وطباعة خرجت منها جريدة الناس عام 1947.

في عام 1948 انشئت مطبعة حمود المقهوي ورفيقه احمد البشر الرومي - رحمهما الله - ومنها تمت طباعة اول مجلة كويتية وهي كاظمة. وكان المد القومي العروبي ودعوات التحرر ضد الاستعمار الاجنبي قوية بين الشعوب العربية، فتوقع الشيخ عبدالله السالم اول ربيع عربي، وخطا خطوات استباقية ذكية بتشريع دستور 62، فقد كان لدى الشيخ عبدالله السالم مشروع دولة تُفَعِّل طاقات شعبها المنتج الذي تمكن من إقامة نظام اقتصادي مزدهر في ارض صحراوية لا زرع فيها ولا ضرع تطل على ساحل البحر، بجرأتهم وإقدامهم بنوا السفن وأبحروا فيها بحرفنة واقتدار الى مجاهل افريقيا والى موانئ الهند، فوجد المرحوم، بإذن الله، الشيخ عبدالله السالم لديه شعبا يعمل بجدية يعتمد عليه لتطوير الكويت وإصلاحها للأفضل من خلال إنشاء مؤسسات وإصدار قوانين ودستور، ولهذا ألغى الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - لوحات أم علمين لسيارات الشيوخ لمساواة الرعية مع أبناء الأسرة الحاكمة، كما أوجد خط التنظيم حتى لا تبتلع البراميل أراضي الدولة، وخط التنظيم يبدأ من البدع بامتداد الدائري السادس وينتهي بميلان ليصل إلى ساحل منطقة الصليبخات، وأنشأ مجلس الانشاء والمجلس البلدي بعضوية اخيار اهل الكويت؛ ليشرفا على خطة تنمية وإعمار الكويت والمخطط الهيكلي، فانطلق قطار التنمية وأصبحت الكويت جوهرة الخليج.

للاسف الكويت اليوم ونحن في عام 2014 تردت الأحوال في كل قطاعاتها، مما جعل مجاميع كثيرة من الشعب الكويتي تشعر بإحباط شديد، خصوصاً بين شريحة الشباب، بسبب التخبط والفوضى والتسيب في ادارة الدولة، مما سبب انتشار فساد.

* * *

قصيدة أنا السبب..

جديد الشاعر أحمد مطر

أنا السببْ في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ

سلبتُكم أنهارَكم والتينَ والزيتونَ والعنبْ..

أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم وعِرضَكم وكلَّ غالٍ عندكم أنا الذي طردتُكم من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ..

والقدسُ في ضَياعها كنتُ أنا السببْ

نعم أنا.. أنا السببْ..

أنا الذي لمَّا أتيتُ.. المسجدُ الأقصى ذَهبْ

أنا الذي أمرتُ جيشي في الحروب كلها بالانسحاب فانسحبْ..

أنا الذي هزمتُكم أنا الذي شردتُكم وبعتكم في السوق مثل عيدان القَصبْ..

أنا الذي كنتُ أقول للذي يفتح منكم فمَهُ Shut up

نعم أنا أنا السببْ في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ

وكلُّ من قال لكم غير الذي أقولهُ فقد كَذبْ فمن لأرضكم سلبْ..؟ ومن لمالكم نَهبْ.؟

ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ.؟

أقولها صريحةً بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ.. وقلةٍ.. في الذوق والأدبْ..

أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ..

ولا أخاف أحداً ألستُ رغم أنفكم أنا الزعيمُ المنتخَبْ.؟!

لم ينتخبني أحدٌ لكنني إذا طلبتُ من أي واحد منكمُ أي طلب..

هل يستطيعُ واحدٌ أن يرفض الطلبْ.؟

أشنقهُ.. أقتلهُ.. أجعلهُ..يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ..

فلتقبلوني، هكذا كما أنا.. أو فاشربوا بحر العرب.

ما دام لم يعجبْكم ُالعجبْ ولا الصيامُ في رجبْ

فلتغضبوا إذا استطعتم بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ

وبعدما شجَّعتكم على الفسوق.. والمجون.. والطربْ..

وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ..

وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ..

وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ..

وبعدما أرهقتُكم وبعدما أتعبتُكم حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ.. والتعبْ..

يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ.. نعم أنا.. أنا السببْ..

في كل ما جرى لكم فلتشتموني..

في الفضائياتِ إن أردتم أو في الخطبْ

وأدعو عليَّ في صلاتكم وردِّدوا تبت يداهُ مثلما «تبت يدا أبي لهبْ»

قولوا بأني خائنٌ لكم وكلبٌ وابن كلبْ..

ماذا يضيرني أنا؟ ما دام كل واحدٍ..

في بيتهِ يريد أن يسقطني بصوتهِ وبالضجيج والصَخب..

أنا هنا، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها وأحملُ الرتبْ..

أُطِلُّ كالثعبان من جحري عليكم

فإذا ما غاب رأسي لحظةً ظلَّ الذَنَبْ..

هل عرفتم من أنا؟؟؟

أنا رئيس دولة عبيدها من العرب..».