'ضرورة مُلحة'.. محمد الشيباني متحدثاُ عن إنشاء مستشفى خاص بكبار السن

زاوية الكتاب

كتب 556 مشاهدات 0


القبس

مستشفى كبار السن

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

أصبح ضرورة ملحة إنشاء مستشفى خاص بكبار السن، لما نسمعه ونشاهده من صور الإهمال اليومي والأخطاء الواقعة على هذه الشريحة من المجتمع، وسبب ذلك الشعور عند بعض الاطباء والهيئة التمريضية أن هذه الشريحة العمرية مآلها الموت وأن أمراضها مزمنة لا شفاء منها! وهكذا التأويلات الواهية والتبريرات المستمرة. وإن دلت ذلك على شيء، فإنما تدل على الضعف العلمي والخبرة القليلة والطيش في القرار والتعجل به. وكثير من مثل هذه الحالات قد شفيت واستردت عافيتها عندما عولجت في الخارج وظهرت التشخيصات الطبية التي دونها أطباؤنا، إلا من رحم، في تقاريرهم في غير موضعها، ولا تنم عن فهم وعلم ودراية وخبرة في التخصص، وكثيراً ما نسمع أن فلاناً المريض شخص بمرض وهو يعاني من مرض آخر!

إذا أصبح ضرورة حتمية إنشاء مثل هذا المستشفى كي يعمل به المتخصصون بأمراض الكبار ليرحموا شيخوختهم ووضعهم الصحي في هذه السن، وعندما نطالب بمثل هذه المستشفيات لا نكون بدعاً بين دول العالم المتقدّمة التي قد سبقتنا إلى هذه التجربة الحضارية التي تدل على إنسانية تلك الدول واحترامها للإنسان، صغر أم كبر، ونحن دولة غنية وشعب تعداده قليل لا ينقصنا القيام بمثل هذا الأمر، وأفضال الله علينا بكرة وأصيلا لا يعدها العادّ من كثرتها وتنوعها وتعددها.

اليابان دولة متقدمة متميزة في العالم عندها احترام للكبير، ليس على مستوى المستشفيات فقط، وإنما تقديره كذلك منظور في الشوارع والطرقات، وفي عاداتهم وتقاليدهم. فبعد أن قدّروا الإنسان ورحموه انتقلوا اليوم إلى الحيوان ورأفوا به. فها هم ينشئون مستشفيات خاصة بالكلاب المسنة. فهذا والله ما يحثّ عليه ديننا العظيم بوساطة نبي الرحمة محمد، حيث أكثر من الرأفة بالحيوان ونهى عن إيذائه وتعذيبه، بل حذّر من يقوم بمثل ذلك من النار، كالذي حصل من تلك المرأة التي حبست الهرة، فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض! فإذا كانت اليابان أنشأت مستشفيات لكبار السن لأنهم بحاجة ملحة إلى ذلك، فنحن أحوج منهم اليوم حتى نوقف سيل التجاوزات والأخطاء الطبية والإهمال المتكرر بحق الإنسان. والله المستعان.

هذه مقالة كتبتها في 2007/6/21 أناقش فيها إنشاء مستشفى لكبار السن أو المتقاعدين، وبما أن وزارة الصحة اليوم تناقش أو تعزم على إنشاء هذا المستشفى الذي ما زال حبراً على ورق أو مكانك راوح، فقد أخرجتها من أرشيفي بدلاً من أن أنشئ مقالة جديدة، لأن هذا ديدننا منذ سنين!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك