صراعات الأسرة تساهم في انقسام مجلس الأمة وتشرذمه.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 659 مشاهدات 0


الراي نسمات / ما الذي كره الناس في المجلس! د. وائل الحساوي بعد أن اصطحبنا القارئ الكريم في جولة على الانتخابات في بلدان العالم والدول العربية خلال ثلاثة مقالات، تساءل الناس عن الانتخابات الكويتية المستحقة بعد اسبوعين لخمسة مقاعد في مجلس الامة (15 في المئة من اعضاء المجلس) ولماذا عزفت معظم الكفاءات عن الترشح لها، بل لماذا سكت الكويتيون عن الحديث عنها وتداول اخبارها؟! ان الناس يعيشون حالا من العزوف والصدود عن الانتخابات، ويُحدّث الكثيرون انفسهم بعدم جدوى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، بالرغم من ادراكهم بأن الانتخابات ستكون نزيهة ولن يتخللها تزوير أو انجاح لمرشحين معينين، فهل السبب هو كراهيتهم ورفضهم لقانون الصوت الواحد كما تدعي المعارضة؟! انا اشهد بأن هذا ليس هو السبب، إذاً هل السبب هو عدم قناعتهم بجذوى التجربة البرلمانية وشعورهم بالاحباط من اداء المجلس الحالي؟! أعتقد بأن هذا صحيح، بالرغم من أننا نحن من جئنا بهذا المجلس الضعيف وسلمناه رقابنا (مع احترامنا للنواب الشرفاء في المجلس)، وليس ادل على ضعف هذا المجلس من أنه لم يتشكل فيه أي تكتلات بعد مرور سنة على تشكيله، وعندما شعر بعض النواب بأن المجلس يجرهم إلى قاع البحر، بدأوا بالقفز منه!! كذلك فإن هيمنة الحكومة على قرار المجلس قد افقدته هيبته، ومع أن استجواب رئيس مجلس الوزراء السابق قد تم وضعه بطريقة حتمت شطبه، لكن شعر الناس بان ما حدث كان اهانة للمجلس وتعزيزا لضعفه!! ولاشك أن تصريحات نواب المجلس اليومية عن ضعف مجلسهم وهيمنة الحكومة عليه تعطي انطباعا بأن شيئا ما يدور وراء الكواليس، وان صراعات الاسرة التي قد اخذت طابعا حادا في هذه الايام تساهم في انقسام المجلس وتشرذمه!! بالطبع فإن تهديدات المعارضة بنسف المجلس والحكومة تزيد من حدة الرفض للمجلس، ونحن بانتظار الحقائق التي سيكشفها تجمع (حشد) بعد يومين في ساحة الارادة والارقام عن حجم الفساد وسرقة المال العام، ومع أن تلك الارقام لا توصلنا إلى وضع ايدينا على سراق المال العام ومحاسبتهم إذ ان الواجب على المعارضة هو التوجه إلى النيابة العامة وتسليمها ملفات الفساد لكي تتولى التحقيق في هذا الامر، ولكن يبدو بأن للمعارضة اهدافاً من استخدام تلك الطرق الهلامية في كشف الفساد وهي زعزعة ثقة الناس بالحكومة وبالمجلس، وخلق حالٍ من الفوضى في البلد!! بالطبع فإن بعض اعضاء المجلس الحالي قد وصلوا نتيجة لهذا التذبذب الحاصل في الحياة السياسية في السنوات الاخيرة، فمن يصدق أن يقوم نائب حالي باستئجار طائرات لنقل السوريين إلى دمشق للتصويت للمجرم الكبير، ومنذ متى كانت تلك الجرأة بالباطل في الكويت!! وقد كان الواجب على اعضاء المجلس الشرفاء أن يوقعوا على عريضة تطالب بطرده من عضوية المجلس لان ما فعله يعتبر خيانة للوطن، فموقف الحكومة الرسمي واضح من القضية السورية، كما أن غالبية الشعب الكويتي ترفض دعم هذا النظام الباغي الذي دمر شعبه وهدم البيوت على اهلها واستباح الاعراض والاموال، فاين انتم يا نواب الشعب من هذا الموقف المخزي؟!! ولسنا نلوم من يرشح نفسه اليوم للمجلس من المتردية والنطيحة ومن المتخلفين عقليا ما داموا يشاهدون بأم أعينهم كيف وصلت مجموعة من الانتهازيين إلى المجلس في غفلة من الزمن وراحوا يشرّعون لاباحة الخمور واباحة الاختلاط والتعري على الشواطئ، ثم لا يجدون من يتصدى لهم أو يردعهم عن غيهم.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك