الحشد المقترح في ساحة الإرادة بلا هدف أو عنوان.. برأي الدعيج
زاوية الكتابكتب يونيو 10, 2014, 12:12 ص 1094 مشاهدات 0
القبس
(حسد حسد)
عبد اللطيف الدعيج
الحشد النشط الذي حشدت له حشد، (حشب) المتوقع ان يصل الى الآلاف من ابناء الوطن المخلصين او الطازة كما هم، او ربما يقتصر مثل ما اقتصرت حشود ساحة الارادة في بعض الاحيان على بضعة افراد. لكن الكم لا يعنينا هنا، ما يعنينا هو ان الحشد المقترح هو بلا هدف او عنوان. وان المحتشدين لا قضية واضحة ومحددة لديهم. في الغالب الناس يحتشدون لدعم او رفض قضية او تحقيق او اسقاط مطلب. اي ان هناك قضية او مبدأ يتلاقى المتلاقون ويلتفون حوله. في الكويت الدنيا غير، سيجتمعون اليوم في ساحة الارادة ومن ثم سيعلمون من البعض او من النائب السابق مسلم البراك تحديدا، لماذا هم محتشدون. جميعهم افرادا وتنظيمات عريقة، لها اكثر من قرن كامل من النشاط السياسي، وغير عريقة مثل الجماعات الطيارية التي انبثقت في الآونة الاخيرة. جميعهم لا يعلمون لماذا هم محتشدون -فقط النائب السابق مسلم البراك هو الذي يعلم_ ..او بوضوح وتحديد اكثر هم يعتقدون انه يعلم او انه لديه القضية ومفاتيحها! هم سيحتشدون اولا.. وسيسمعون او كما في حالتهم سيُسمّعون.. وبعدها، اي بعد الحشد وبعد تسلم القضية من النائب البراك سيقررون ماذا يفعلون! ومع هذا فان السادة الطازة يزعلون ان اطلقنا عليهم «رعية».
البطالة تولد التجمعات السياسية والحراك في الدول الاخرى. الكويت لا تختلف كثيرا عن ذلك. البطالة او البطالية هم من يتحرك وهم من يحتشد ويستنكر ويتظاهر، لانه ببساطة ليس لدى البطالي شيء آخر يفعله. العاملون والنشطون لن تجدهم في ساحة الارادة اليوم. فهم يرتاحون من عناء عمل او يحضرون لانجاز وانتاج في الغد. موظفو دولة الكويت والبطالة المقنعة التي تلتهم ثلثي الدخل الوطني هذه الايام، وفي السنوات القادمة ستقضي على البقية كما هو متوقع. هؤلاء هم من سيملأ ساحة الارادة اليوم.. ان امتلأت. تماما حالهم حال العاطلين عن العمل في الدول الاخرى. الفرق ربما انهم هناك يتظاهرون ويحتجون لانهم يبحثون عن عمل.. هنا يحتشدون لانهم ليس لديهم عمل.
تعليقات