'رواية شيخ حكيم' .. بقلم أماني العدواني
زاوية الكتابكتب يونيو 12, 2014, 1:02 م 1408 مشاهدات 0
يروى على لسان شيخ حكيم ، أنه في زمن من الأزمان وعهد قديم، كان هناك بستان يحوي من كل فاكهة وثمر ورزق كريم، ومن كل خير ورغد عيش ونعيم، فأصبح البستان مطمعا لعيون الغرباء والحاسدين، ومحط أنظار وتربص الذئاب والأعداء الماكرين، ورثه أخوة عن أب ثري وكريم، وصاحب ماض مشرف وتاريخ عظيم، حرث البستان وزرعه بعرقه ورواه بدمه وحماه من كيد الكائدين، وحفر في الصخر و سطر الأمجاد والبطولات في ردع الأعداء والمتربصين، وحصد الخير كله والرزق الوفير ، فطمع الأخوة بالبستان والخير الكثير ، وملأ الحسد قلوبهم وأعمى أعينهم وأخذ كل منهم ينظر لنصيب الآخر في تلك الجنة وذلك الإرث العظيم ، فاختلفوا فيما بينهم وأخذ كل منهم يدبر للآخر المكائد وينسج الأفخاخ وينصب الشراك ويجرح أخاه بالصميم، وانشغلوا عن حرث البستان وزراعته بالاختلاف والجدال العقيم، وانغمسوا بالانتقام بكل شكل من الأشكال مشروعا كان أو غير سليم...ويوما بعد يوم أخذ البستان يجف ، فذوى الزرع وذبل الشجر ، و تساقطت الأغصان ، إلى أن تحول البستان إلى أرض مقفرة قاحلة ، وصحراء صفراء جافة، وللأسف لم تدرك عقولهم ما حدث ولم تستوعب قلوبهم ما حصل ... إلى أن تمكنت الذئاب المتربصة يوما من أن تخترق الأسوار وتستبيح الزرع والأشجار ، وتستعبد الأرض وجميع الأحرار ، وتسفك الدماء و تعيث في الأرض الفساد ، فأخذوا يضربون الكف بالكف ندما في وقت لا ينفع فيه الندم .
أماني علي العدواني
تعليقات