الكويت بحاجة إلى ثورة إدارية تقتلع القيادات الفاشلة والفاسدة.. بنظر خليفة الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 956 مشاهدات 0


القبس

جزى الله الشدائد كل خير

خليفة مساعد الخرافي

 

أدعو الله ليل نهار أن يطول عمره..

فبعد الله، ما نحن فيه من خير ونعمة ورفاه هو بفضله، ونحمد الله أنه لم يحصل في وطننا وفي دول الخليج ما حصل من انقلابات عسكرية اطاحت بعروش الملوك، ليخلفهم حكام طغاة «كصدام والقذافي» وغيرهم من حوّل بلدانهم الثرية الى دول متخلفة.

«الله يطول عمره»، هي طرفة قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، في اجتماع مجلس الوزراء السعودي، وهو من يرأسه، حيث طلب من الامراء والوزراء ان يرددوا دعاء وراءه «اللهم يا عزيز يا مقتدر اطل في عمره»، وكرر خادم الحرمين الشريفين دعاءه ثلاث مرات، فسألوه: من هذا يا بومتعب اللي تدعو الله ان يطيل بعمره؟ فأجابهم: انه النفط.

فمن خيراته نقيم المشاريع الضخمة لتزدهر المملكة العربية السعودية وتنمو، وان خلص عمر النفط بتصعب علينا الامور اكثر، لهذا ندعو الله ان يطول عمر النفط باكتشاف حقول آبار نفط جديدة، وختم خادم الحرمين الشريفين حديثه لمجلس الوزراء «وابشركم ان شاء الله الخير بقبال».

ونحن هنا في الكويت ندعو الله ان يزيد من نفط «المملكة العربية السعودية حتى تنتعش احوال الشعب السعودي الشقيق»، كما ندعو أن يزيد الخير في جميع دول الخليج ويصلح احوال الشعوب العربية.

نحن في الكويت نشكر «برميل النفط»، لأنه بفضله بعد الله تحسنت احوالنا، فنحن «برميل النفط» ونصرف على تدريسنا في المدارس والكليات، ونبيع «برميل النفط» ونصرف على علاجنا في المستشفيات، ونبيع «برميل النفط» ليوزع علينا رواتب مجزية ما عدا ـ الله يعينهم ـ «المتقاعدين»، ونبيع «برميل النفط» لنقيم مشاريع باهظة التكاليف تتم اقامتها في دول أخرى بنصف التكلفة، ونبيع «برميل النفط» لنشتري اسلحة نكدسها ليأخذ بعض تجارها عمولة كبيرة تتوزع بينهم، ونبيع «برميل النفط» لنشتري هدايا لضيوف الكويت، مبالغ في اسعارها ويضخم السعر في فاتورتها.

حين بدأت ايرادات النفط تدخل خزينة الدولة في اواخر الاربعينات وبداية الخمسينات، قرر «الشيخ عبدالله السالم توزيع الثروة على الشعب بتثمين بيوتهم بمبالغ مضاعفة لم تتعود غالبية اهل الكويت على تسلم مئات الألوف من الروبيات دفعة واحدة، واستقر المجتمع وتحسنت احوال أهل الكويت، وتم توظيف غالبية أهل الكويت في وظائف بسيطة برواتب زهيدة، انما ارتاحوا منها، وحمدوا الله كثيراً مقارنة بأحوالهم قبل التوظف في الحكومة، فقد كانت حياتهم شاقة بائسة، يعملون في البناء أو تحميل الصخر والرمال من منطقة عشيرج، أو في الدخول بسفنهم الشراعية البسيطة الى عباب وأهوال البحر والمحيط، الداخل فيهما مفقود والقادم منهما مولود».

في بداية فترة الخمسينات والستينات ومنتصف السبعينات كان الموظف الكويتي «مجدا» في عمله، وكان المدير والقيادي «مسيطرا على الامور» ويدير الادارة حسب النظم واللوائح والقوانين،

لكن زيادة ارتفاع اسعار النفط ووفرة الاموال أدتا غالبا الى الرخاء والدعة والكسل، وساعد على ذلك تخبط الحكومات ومحاولتها استمالة بعض نواب الشعب بتمرير واسطاتهم المخالفة للنظم واللوائح والقوانين، فتردت احوال البلد، وعمت الفوضى، وزاد الفساد، وتفشت الرشوة، واصبح المدير والقيادي غير قادر على التحكم بادارته «لكثرة ما تأتيه من معاملات مخالفة للنظم واللوائح والقوانين عليها توقيع الوزير بلا مانع مطلوب منه تمريرها»، لا بل وصلت الفوضى وتخبط معظم الوزراء الى ادارات وزارة الداخلية ومعسكرات الجيش وكسر قرارات، والضابط في معسكره وقاعدته، وكذلك ضابط الشرطة في مخفره وادارته، وها نحن اليوم وصلنا الى ان النائب القوي، ونعني من يهابه الوزير او من هو محسوب على الوزير، أصبح النائب القوي هو من يسير قرارات الوزراء كما يشاء، فيرقي من يشاء، ويرسل للعلاج بالخارج من يشاء، ويوظف من يشاء، ويعطي عمالة في وزارة الشؤون لأي عدد يشاء ولمن يشاء.

«فتردت أوضاع البلد وانتكست حالته، لهذا نحتاج ثورة ادارية تقتلع بعض قيادات فاشلة فاسدة».

***

بمناسبة ترشحي للانتخابات التكميلية في الدائرة الثانية، ليس لي إلا قوله تعالى «وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لي مِن لدُنكَ سُلْطَانًا نصِيراً» (الإسراء ـ 80).

***

وأن أردد بيتي الشعر:

«جزى الله الشدائد كل خير

وان جرعنني غصصي بريقي

وما شكري لها الا لأني

عرفت بها عدوي من صديقي»

للشاعر المصري ابراهيم مرزوق

(1817 - 1866م)

***

دعيت لمناسبة سعيدة تواجدت فيها فرقة اولاد عامر يعرضون عرضة نجدية اعجبت بالقصيدة وعرضت معاهم

«راس مالي بك وانا شوف الهضايم

كيف عقب العز ترضى بالمهونه»

لابتي سيروا نبي نجلي الغلايل

مالكم من حاجة تقضون دونه

بايت قلبي على حامي الملايل

ويتوجد من عظيم شي ترونه

ما ينام الليل من عظم الهوايل

كود أهم لي بالهنادي يَبردونه

وارتفع صوتي لكم ياهل الجمايل

شبب صوتي ورا ماتسمعونه

ويتردد خاطري في ذي المثايل

كيف ضد الدار جايسحب ردونه

«ياهل العادات ردوا لسلايل

لين راعي الدّيْن يستافي ديونه»

***

رحم الله النوخذة أحمد عبداللطيف العثمان وأسكنه فسيح جناته، فقد كان رجل خير وإحسان، لطيف المعشر. أحبه كل من زامله.

***

رحم الله الفاضلة سعاد خالد عبداللطيف الحمد صاحبة الايادي البيضاء، لطيبها اوصت رحمها الله بأن يكون عزاؤها يوما واحدا حتى لا تثقل على اهلها ومحبيها.

ندعو ان يسكنها الله في فردوسه الاعلى، ويلهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك