ما الذي يحدث بالعراق؟! بقلم حمد السريع

ما الذي يحدث بالعراق؟!
تحدثنا في عدة مقالات عن داعش وما هي خلفياتها وكيف نشأت وما هو توجهها وأطماعها، وهل تملك القوة الكافية لتتمكن من السيطرة على مناطق كبيرة في سورية والعراق؟
اليوم يتساءل العالم: ماذا يجري في العراق؟ وهل هو أمر مخطط له أم جاء بالصدفة؟ وكيف تمكنت داعش من الاستيلاء على الموصل؟ وهل تحتل كركوك وتكريت أيضا؟ وهل تتجه قواتها لاحتلال بغداد؟

منذ أكثر من 3 أشهر والجيش العراقي يحاول فرض سيطرته على مناطق الموصل وتكريت والفلوجة والانبار وإعادة النظام لتلك المناطق، وبدا واضحا تقدمه الميداني على الأرض وأعاد السيطرة على الانبار والفلوجة وتكريت، ولكن خلال هذا الأسبوع فجأة انهار الجيش العراقي أمام قوات داعش وترك معداته وأسلحته وعاد الى بغداد.

ما حدث ان الموصل سقطت بيد داعش أما كركوك فسقطت بيد العشائر السنة وهذا يعني وجود تعاون وتحالف بين الطرفين في سبيل مقاومة الحكومة العراقية التي حادت عن جادة الصواب واتخذت الطائفية خطا لها وهذا ما أشعر أهل السنة بان الحكومة تتآمر عليهم، كما ان الجيش العراقي وإن كان يغلب عليه العدد الأكبر من الشيعة إلا ان ولاءه للعراق فبدأ يسمع العديد من التصريحات والتلميحات والأقاويل بأنه يتبع إيران، وهذا ما يرفضه فاضطر لترك سلاحه والعودة الى بيته بدلا من التقاتل مع أشقائه العراقيين بسبب دول أخرى. الحكومة العراقية وجهت الانتقاد لجنودها الذين تواروا عن أرض المعركة وطالبت بمحاكمتهم ووجهت اللوم الى الحكومة الأميركية التي رفضت تدريبهم وتزويدهم بالأسلحة والمعدات الحديثة رغم ان الحكومة العراقية هي من طلبت من الجيش الأميركي مغادرة الأراضي العراقية بمن فيهم المدربون.

اليوم يبدو واضحا وجليا تنفيذ الخطة القديمة للتحالف الإسرائيلي ـ الإيراني ـ الأميركي في تقسيم العراق الى 3 مناطق: كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب. كل ذلك حتى لا تقوم أي قوة في العراق تكون حامية للجبهة الشرقية وقد تبتلع إيران الدولة الجنوبية متى ما رأت ان الظروف السياسية ملائمة لذلك المخطط ولننتظر القادم من الأيام لنرى تطورات الأحداث.