بدائع الحلول في وسائل الوصول!.. بقلم علي الذايدي

عالم اليوم

بلا عنوان  /  بدائع الحلول في وسائل الوصول

علي الذايدي

 

لكل مجتمع طبقة عالية تتحكم في المال ولديها النفوذ والسطوة لنقل أي شخص من حال إلى حال ، هذه الطبقة هي هدف لكل شخص طامح يسعى لتغيير وضعه المادي إلى الأفضل لأن هؤلاء يمكنهم أن يضيفوا بعض الأصفار لأرقام حسابات البنوك.
فتتنوع وسائل الوصول لهؤلاء فبعضها غريب وبعضها مستهجن وبعضها يخالطه بعض من التنازلات، ولنأخذ بعض هذه الوسائل على سبيل المثال.
الشعر يعتبر وسيلة مهمة للوصول لمن أعطاه الله ملكة الشعر، فيكفي أن ينظم الشاعر قصيدة مليئة بالمبالغة والدجل والكفر أحيانا في مدح أسياده حتى يمنوا عليه ببعض الهبات التي تتنوع بين الشيكات أو السيارات الفارهة أو عقار ، فينظم الشاعر قصيدة يصف فيها الذي يمدحه بالأسد والذئب والصقر بينما هو في حقيقة الأمر «ما يسوى التالي من الغنم»كما يقولون في الثقافة البدوية، وقد يبالغ الشاعر أحيانا ويصل لدرجة الكفر عندما وصف أحد الشعراء أميرا خليجيا بوصف لا ينبغي إلا لله وحده ، فوصفه بأن كلتا يديه يمين، وآخر يصف شيخا آخر بأن أمه أنجبت خير من خلق في أمة محمد.
الوسيلة الأخرى هي الإضحاك والتهريج، ففخامته لا يمكن أن يعيش بشكل جدي طوال العام، فأحيانا لابد من ترويح النفس ساعة فساعة، فيحيط نفسه ببعض المهرجين الذين يذهبون كل مذهب لكي يرسموا البسمة على شفاه فخامته المتعبة طوال اليوم من التجهم في وجوه الناس، وبعض هذه الوسائل يتم فيها التنازل عن الكرامة بشكل كبير ويندى له الجبين ولكن هذه غير مهم في حسابات البعض لأنه حساباته المهمة هي «حساباته البنكية».
أيضا هناك وسيلة أخرى للتقرب من فخامته تتمثل في نقل أخبار الآخرين المنافسين له على الساحة أي بمعنى أدق جاسوس ، ومن أهم مواصفات هذا الشخص أن يكون موصل جيد للحرارة، وقابل للطرق كالفلزات تماما، وكل خبر يقابله مقابل مادي حسب أهمية الخبر.
كما أن هناك وسيلة للوصول يطرقها البعض من أصحاب اللحى قصار الدشاديش الذين يتقربون لسماحته عن طريق الفتاوى الدينية التي يبيحون له عن طريقها أن يطلق طلاقا بائنا بينونة كبرى والعودة لزوجته مرة أخرى بدون المرور على التيس المستعار ، بحجة أن فخامته طلق وهو بحال الغضب ولم يع ما يقول ، وقس على ذلك فتاوى أخرى مفصلة تفصيلا دقيقا على ظروف فخامته.
وقد تكون هناك وسائل أخرى لا أعلمها ، فالوسائل أكثر من أن تحصى، وكل يوم يفاجئنا البعض بوسيلة جديدة ، ولا يجب أن نقلل من أهمية هذه الوسائل وننتقص من قدرها ، ولنتذكر أن وسيلة سندريلا للخروج من الفقر الذي كانت تعيش فيه والوصول لقصر السلطان كانت « نعلا».