ما حدث في العراق سيفتح أبواب الجحيم على أهل السنة.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 1447 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  غزو داعشي.. أم ثورة شعبية؟!

د. وائل الحساوي

 

لقد أصبح واضحاً أن ما جرى في العراق خلال الايام القليلة الماضية لم يكن مجرد هجوم لميليشيات الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) على مدن الموصل وتكريت، بل ساهمت في تلك الانتفاضة شرائح كبيرة من الشعب العراقي في المناطق السنية التي عانت من القهر والظلم سنوات طويلة وحاولت توصيل احتجاجاتها إلى الحكومة سلميا ومن خلال الاعتصامات المتكررة، لكن حكومة نوري المالكي التي تستمد شرعيتها من خلال ايران لم تستجب لهم، بل اكتفت بالوعود ثم قامت بالتدخل بالقوة لفض اعتصاماتهم.

وعندما ضاقت بهم الامور ولم يجدوا وسيلة أخرى للوصول إلى مطالبهم، وقفوا مع تنظيم داعش الارهابي وسهلوا له احتلال الفلوجة في محافظة الانبار، ثم قام باحتلال الموصل وتكريت بسهولة لم تخطر على بال أحد، حيث انهار الجيش العراقي وقوات الامن مع اول هجوم لداعش على الموصل وتركوا اسلحتهم وفروا من المعركة.

وتساءل الجميع عن اسباب انهيار الجيش الذي انفق عليه المالكي المليارات لبنائه وتسليحه، والذي تولت الولايات المتحدة الاميركية تسليحه وتدريبه، وقد بلغت ميزانيته السنوية نحو 20 مليار دولار، بأحدث الاسلحة والمعدات!

استيقظ الرئيس الاميركي اوباما من نومه على الاحداث ليقول كلمة حق بعد احد عشر عاما من غزو العراق، فقد عاتب أوباما المالكي على اهماله بناء علاقات مع المعتدلين من اهل السنة واهمال مطالبهم.

ألم يكن أوباما يعلم ذلك من قبل هذا، ألم يقم الحاكم العسكري الاميركي (بريمر) بحل الجيش العراقي بعد شهرين من الغزو الاميركي للعراق وطرد اكثر من 400 الف جندي عراقي وتركهم دون وظائف؟!

وعندما هاجمت فلول القاعدة العراق بقيادة قائد التنظيم ابومصعب الزرقاوي وآذت الشعب العراقي، لم تجد من يتصدى لها ويطردها من العراق غير تنظيمات الصحوة التي شكلها اهل السنة، لكن المالكي كافأهم بتسريحهم وقطع رواتبهم والتضييق عليهم، وجعلهم لقمة سائغة لارهابيي القاعدة!

وللاسف ان المالكي قد احتكر السلطات الامنية جميعها في يده واهمل تدريب الجيش العراقي، وسلّم القوات الرديفة مقاليد الامور من الميليشيات الطائفية المتطرفة التي انتقمت من الشعب العراقي وقتلت الكثيرين وطردت كثيرا من السكان من اماكنهم واستبدلتهم بآخرين، كما فعل ستالين في روسيا، وتسبب المالكي في كراهية شرائح واسعة من العراقيين له والتحرك ضده، لكن كل ما كان يهمه هو رضى ايران عنه ومساعدته.

حتى عندما انتقدته قيادات شيعية لها وزنها في العراق مثل مقتدى الصدر وعمار الحكيم وغيرهما، لم يهتم المالكي واكتفى بتنظيم انتخابات برلمانية شطب منها مناطق كثيرة بسبب وجود الاضطرابات والقلاقل فيها، وتجهز المالكي لولاية حكم ثالثة غير عابئ برأي شريحة واسعة من شعبه وكراهيتهم له!

مع ادراكنا للظروف القهرية التي دفعت أولئك الثائرين للوقوف وراء تنظيمات ارهابية مثل تنظيم داعش من اجل الحصول على حقوقهم، لكننا نعتقد بأن ما حدث في العراق سيفتح ابواب الجحيم على اهل السنة في العراق، حيث تحرك الجميع لقمع حركتهم والتصدي لهم، بحجة محاربة التنظيمات الارهابية، وها نحن نشاهد قوات فيلق القدس الايرانية تتدخل لانقاذ قوات المالكي، حتى من دون دعوة رسمية عراقية لهم، وها هو اوباما يتوعد بمساعدة المالكي للقضاء على الارهابيين وحماية بغداد من السقوط في أيدي الثوار، عسى الله ان يلطف بشعب العراق الذي لا يبدو بأن مآسيه المتكررة ستتوقف!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك