ساحة الإرادة .... تنتفض برأي عبدالهادي الحويلة
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2014, 11:27 ص 688 مشاهدات 0
عندما يصل الفساد إلى ذروة سنامه وحكومتنا غافلة عن أداء مهامها ومجلس الأمة الذي من المفترض أن يقوم بدوره الأساسي في الرقابة والتشريع ولا ينتظر كتلة المعارضة لكي توضح حجم هذا الفساد بشتى صوره فهذا قصور كبير وتقاعس عن أداء دوره، نحن نتحدث هنا عن مصلحة البلد و عن اصلاح حقيقي وتنمية لتنهض وتتطور أجهزة الدولة بجميع مؤسساتها وهيئاتها لتلحق بالركب الخليجي والعالمي ، فقد أثبتت الإحصائيات التنافسية مؤخراً في المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) لهذا العام بأن الكويت في ذيل القائمة الخليجية في المتطلبات الرئيسية في الصحة والتعليم الأساسي وكفاءة التعليم والتدريب والابتكار وغيرها بل في تراجع مستمر ومن سيئ الى اسوأ وهذا فشل ذريع في إدارة الدولة، مع العلم بأننا نمتلك الثروات الطبيعية والموارد البشرية و من أغنى دول العالم ولم تستفد الدولة منها بالشكل المطلوب بل أصبحت الحكومة تحارب الكفاءة والمواهب وتدعم الفاسدين فهذا أمر مؤلم فنريد وقفة اصلاحية جادة من الحكومة تنسف كل ماهو معيب ومخيب للآمال وأن تلاحق وتسائل كل من يعبث في ثروات البلد ، فإلى متى ونحن نلقي اللوم على الآخر وعجلة التنمية تكاد تسير كالسلحفاة إن لم تتعطل.
ما حصل في ساحة الإرادة من كتلة المعارضة ما هو إلا تعبير عن رأي برفض أوجه الفساد والمطالبة بالإصلاح ووضع النقاط على الحروف ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن مصالح المتنفذين هي التي أدت إلى استمرار البلد في هذا التخلف والتراجع والغموض وهناك من يستغل المناصب للسيطرة على خيرات البلد دون مراعاة لمصالح البلاد والعباد. فقضية الفساد ليس وليدة اللحظة بل موجودة منذ أن وجدت الدول وليست حكراً على الكويت فقط ولكن تتفاوت درجتها من دولة وأخرى و كل شيء له حدود واذا طغى دمر كل شيء وهذا واقع نعايشه وفي هذا البلد طغى المفسدون وأثروا على سير عمل التنمية عكس بعض الدول التي مع وجود الفساد لكنه محدود ولم يؤثر على تقدمها وازدهارها، لاشك أنني ضد الفساد بجميع اشكاله واحجامه ومع دفع عجلة التنمية ولكن إن وجدت وإن لم تكن فعلى الأقل طور في البلد فليس معقول لا تنمية شاملة مع فساد هائل ينخر العظم واستمرار الخلافات والنزاعات بين افراد الأسرة ما أثر على استقرار البلد ولو طبقوا الدستور لحلت جميع المشاكل وهو ينص على تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتحقيق العدل والمساواة بين افراد المجتمع ويوفر العيش الكريم والرفاهية للشعب ولكن من يطبق هذا الدستور؟
ماعرض في ساحة الإرادة ماهو إلا جزء بسيط من أوجه الفساد فهناك الإيداعات المليونية التي الى الآن أصحابها طلقاء بل إنهم تحت قبة عبدالله السالم يمثلون الأمة بكل أسف وهناك أيضاً 9 مليارات دينار صرفت من خطة التنمية ليس لها أثر على الواقع فكان من المفترض التحدث أيضاً عن تلك القضايا واما ما عرض من مستندات ووثائق التي كانت توضح حجم الفساد لإحدى الجهات نريد من الدولة والجهات المعنية التحقق والتأكد منها ومحاسبة مرتكبيها ، أما ردة الفعل من بعض الإخوان أعضاء مجلس الامة التي اتعجب منها في الحقيقة من الصراخ وحالة التشنج والدفاع عن الحكومة وبعض الأطراف وفرد العضلات جراء ما حدث في ساحة الإرادة كأنهم يوهمون الأمة بأنهم اصلاحيون يحاربون الفساد ويسعون الى الإصلاح وهذا بكل تأكيد مغاير للواقع بل وضعوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن وهذا استمرار لمسلسل النزاع والخلاف بين اطراف ضد أخرى والضحية الوطن والمواطنين، فهل من مجيب لانتشال الكويت من الغرق؟
تعليقات