سعاد المعجل تأمل ألا يطغى هاجس الأمن على ملف 'السيسي' الإصلاحي

زاوية الكتاب

كتب 437 مشاهدات 0


القبس

السيسي

سعاد فهد المعجل

 

• الأمن الحقيقي لا يتحقق إلا بالحوار مع الآخر.

الآن، وقد أصبح عبدالفتاح السيسي رسمياً رئيساً لجمهورية مصر العربية، يتنافس المحللون في رصد أبرز التحديات التي سيواجهها، خصوصا في ظل أزمة الشارع المصري، بل العربي كله، مع تيارات الإسلام السياسي، خصوصاً «الإخوان»!

في أول خطاب رئاسي له، استعرض السيسي برنامج عمل تفصيلياً، كان أقرب الى الطموح المفرط منه إلى قابلية التطبيق! ولم يكن السيسي وحده الذي استعرض برنامجاً ومخططاً اقتصادياً واجتماعيا وأمنياً وتربوياً وتعليمياً وثقافياً.. إلخ! بل شاركته في هذا الطموح أغلبية الفضائيات المصرية التي استضافت في الأيام الأخيرة متحدثين، تناولوا وبالتفصيل كيفية النهوض بمصر واعادتها الى طريق النهضة والتنمية!

لم يختلف خطاب السيسي الرئاسي عن خطابات معظم الزعماء والقيادات العربية اخيراً. فدحر الإرهاب، وقطع الطريق على الفئات الضالة.. أصبحا يتصدران أولويات العمل العربي، لكن المشكلة ليست في مواجهة الإرهاب ومحاصرته، وإنما في تسمية وتحديد مصادر هذا الإرهاب.. وهو ما لم يكن واضحاً وصريحاً في معظم خطابات الزعامات العربية، ولا نستثني السيسي هنا!

لا شك في أن للأمن أولوية لدى أي مجتمع.. فمن دون الامن لا يمكن ان يتحقق اصلاح، ولا ان تكون هناك تنمية! لكن الأمن لا يعني بطشا ولا قبضة حديدية ولا نفيا للآخر.. بل ان الأمن الحقيقي لا يتحقق إلا بالحوار مع الآخر.. وتهيئة أرضية معقولة تتلاقى فوقها جميع الأطراف لكي لا يضطر طرف الى اللجوء إلى سراديب وأقبية التعبير والحوار والعمل السري، مثل هذا النهج هو الذي كان سائداً في كل الدول العربية التي شارفت أو أصبحت بالفعل دولاً مضطربة مثل العراق وسوريا وليبيا، والسودان!

جميعنا - وليس السيسي وحده - لا نريد لمصر الحبيبة ان تكون دولة غير مستقرة، ولا دولة تعبث بها الفوضى.. لذلك، كلنا أمل في ألا يطغى هاجس الأمن على ملف السيسي الإصلاحي، وبشكل قد يعطّل مشروعه الإصلاحي والتنموي!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك