صمود العراق في وجه التطرف المذهبي هو خط دفاعنا الأول.. برأي الدعيج
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2014, 11:51 م 644 مشاهدات 0
القبس
لنحم العراق
عبد اللطيف الدعيج
على حكومتنا ان تحسم أمرها في ما يتعلق بمواجهة الارهاب والارهابيين. تقديم خطوة وتأخير اخرى لن يوصلنا الى اي نتيجة. مواجهة الارهاب في الخارج ومهادنته في الداخل ستجعل الامور تراوح في مكانها. والمراوحة في المكان في ظل هذه الظروف تعني الخضوع للارهاب والاستسلام له. علينا ان نتخذ خطوات عملية في مواجهة الارهاب، خطوات تحدد من نحن، والى من ننحاز. ان كل صمت وكل موقف غامض يضعف موقفنا في المواجهة، بينما يعزز ويدعم الطرف الاخر، ويفتح المجال واسعا لتمدده وانتشار نفوذه.
ربما سيكون ضروريا الدعوة الى التدخل في الوضع العراقي، ودعم النظام الحالي. لن يكون هذا قرارا متطرفا او خارجا عن سياق التنبؤات او الاحداث. ايران قلقة من نفوذ الارهاب السلفي بحكم اختلاف المذهب. لكن الدولة في ايران تبقى دولة دينية، من الطينة ذاتها وان اختلفت العجينة. ونحن كذلك، ربما نتفق مع التطرف الديني في المذهب، لكن يبقى اننا دولة مدنية، ديموقراطية ولو في المظهر. لهذا فان من حقنا، بل من واجبنا ان نقلق وان نتأهب لمواجهة الخطر القادم من العراق. وان لم يكن خطر «داعش» ما يهددنا فإنه خطر فلول البعث من المتحالفين معها. في كل الاحوال ليس من مصلحتنا الانتظار، ولم يعد في مصلحتنا الاحتكام الى الظروف والصدف.
ان خطر الارهاب في الداخل. وصمت الحكومة عن الادانة المباشرة له. او بالاحرى ترددها في شجب واستنكار ما يتعرض له العراق، هما في حقيقتهما تشجيع للارهاب وتطمين لمتطرفي الداخل وفسحة مباشرة لهم للتمدد اعلاميا وعمليا دون معوقات او مواجهة. ان الحياد او التفرج من بعد على ما يحدث حولنا ليس من مصلحتنا على الاطلاق. فنحن شئنا ام ابينا جزء من المعادلة، بل في واقع الامر، ربما نحن اساسها. فنحن من جيش «داعش»، ونحن من جهز ثلاثة عشر الف غاز لسوريا. وقبلها نحن، وليس احداً غيرنا من دعم وسلح المقاتلين في افغانستان والبوسنة والشيشان وكل مناطق الاضطراب.
ان اعلان موقف سياسي من الاحداث ضرورة لكبح اندفاع البعض. ولوقف التشجيع والدعم اللذين يتلقاهما الارهاب في الداخل. ربما ليس ضروريا ولا ممكنا ان نتدخل عسكريا، ولكن من الضرورة ان نعلن تصدينا للارهاب ودعمنا السياسي على الاقل لنظام الحكم في العراق. فصمود العراق اليوم في وجه التطرف المذهبي هو خط دفاعنا الاول.. وربما الاخير.
تعليقات