مشكلة 'داعش' مسؤولية الحكومات الطائفية في العراق وسورية.. برأي العيسى
زاوية الكتابكتب يونيو 17, 2014, 11:17 م 647 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / أين تكمن الخطورة؟
د. شملان يوسف العيسى
انتاب الشارع الكويتي الخوف والهلع من تدهور الاوضاع في العراق بعد هزيمة الجيش العراقي وهيمنة تنظيم داعش الارهابي على شمال العراق.
جاءت ردود الفعل الكويتية متباينة فبعض انصار جماعة الاسلام السياسي المتطرفة ابتهجت لانتصارات داعش حيث ذكر شباب التوحيد في الكويت بأنهم يشكرون أبوبكر البغدادي ويهنئونه على انتصاراته ويتعهدون بمحاربة «الشيعة» حسب مفهومهم الطائفي البغيض.
جريدة «الوطن» نشرت يوم الاحد تصريحات نواب مجلس الامة والخاصة بوجود عناصر نائمة مقربة من داعش في الكويت وطالبوا بعقد جلسة خاصة للاطلاع على الاجراءات والاستعدادات الحكومية لحفظ الامن والاستقرار.
هل الخطورة على امن الكويت داخلية أم خارجية؟ الكويت الخطورة عليها ليست خارجية بل ستكون داخلية اذا لم تتخذ خطوات حاسمة وقوية لوأد الفتنة ومثيرها.
الخوف الحقيقي على الكويت يكمن في وجود جماعات تثير الفتنة الطائفية بعضها تتحمله جماعات الاسلام السياسي المتطرفة السنة منهم والشيعة، فهذه الجماعات ذات النزعة الارهابية سوف تستغل الحشد الطائفي في العراق وسورية.. ويحاول كل طرف «السنة والشيعة» استغلال الاوضاع الطائفية المؤلمة دون الاخذ في الاعتبار مصالح الكويت العليا.
غياب الرؤية الحكومية الواضحة لكيفية محاربة ظاهرة التطرف الديني والارهاب شجعت الجماعات المتطرفة على جمع التبرعات من المواطنين وتشجيع الشباب المغرر بهم للانخراط في العمل الجهادي.. لقد كان الصديق النائب نبيل الفضل محقا عندما كتب في زاويته يوم الاحد «المصيبة ان التحريض والتجنيد والتمويل كان يتم علانية امام سمع وبصر الدولة التي لم تحرك ساكنا لوقف هذه التجارة الخاسرة ذات العائد السلبي أمنيا على الكويت فلا الدولة ولا اهل اللحى تصوروا ان من يصدر الارهاب لابد ان يستورده ويجده على باب بيته كما حدث مع وليد الطبطبائي عندما اعلن تنظيم داعش انه يريد جز رأسه بعدما أوغل في التمويل والتحريض للانخراط في صفوف خصومه».
مشكلة «داعش» هي مشكلة محلية عراقية – سورية المسؤول الاول عنها هي الحكومات الطائفية في العراق وسورية.. لقد ذكرنا في مقال سابق بان القيادة الطائفية في العراق التي يترأسها رئيس الوزراء المالكي وحزب الدعوة تستغل الاحداث الاخيرة وتصور للرأي العام العراقي والعربي بان هناك غزوا خارجيا من داعش لتثير حفيظة الشيعة وتعيد مخاوفهم من تدمير المراقد.. لذلك لا غرابة من الحشد الطائفي في العراق وايران واعلان التعبئة من خلال جهاد الكفاية.. فيما الحقيقة هي ان العشائر السنية هي التي ثارت ضد المالكي لانه همشهم واقصاهم وحاربهم لانهم مواطنين يؤمون بوحدة العراق ويرفضون اسلوب الوصاية عليهم.
ما نريد قوله ببساطة متناهية بان هناك مخططا لتقسيم العراق الى ثلاث دول تساهم فيه ايران والولايات المتحدة لتمزيق العراق بعد تمزيق سورية ولبنان.
نحن نرى بان محاربة داعش ليست قضية امنية كما يتصور النواب والحكومة.. محاربة داعش والفكر المتطرف لدى السنة والشيعة يتم من خلال ابعاد الدين عن السياسة والاستمرار في دولتنا المدنية التي عمادها الدستور والقانون ومحاربة التطرف تتطلب تبني ثقافة جديدة عمادها المواطنة والتسامح والايمان بالوحدة الوطنية بعيدا عن زج الدين في السياسة، يا حكومة كفاك خوفا وترددا تدخلوا ضد من يثير الفتنة ومن ينخرط في العمل الجهادي من السنة والشيعة.. آه يا وطن.
تعليقات