بمشاركة الضويحي والمرزوق ورجب ومروة

تحت رعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، انطلقت يوم أمس الأول علي خشبة مسرح متحف الكويت الوطني، الدورة السابعة عشرة لمهرجان الموسيقي الدولي، وسط أجواء احتفالية تزامنا مع اليوم العالمي للموسيقى.
  المهرجان ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من السابع عشر حتى إلى الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وتكريما وعرفنا لدوره الرائد في مسيرة الأغنية الكويتية، أقيمت ليلة الملحن الراحل عبدالرحمن البعيجان، التي شهدت مشاركة نخبة من الأصوات الشابة الكويتية والعربية، قدم فقرات الحفل المذيعة سودابة علي.
  حضر الحفل المهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، محمد العسعوسي الأمين العام المساعد لقطاع المسرح، وعدة شخصيات اجتماعية ودبلوماسية وحشد جماهيري كبير، إلى جانب حضور عدد من رفقاء درب الفنان الراحل عبدالرحمن البعيجان منهم الشاعر القدير مبارك الحديبي، المطرب القدير يحيي أحمد.  
   
  الرسالة الرفيعة
  ألقي محمد العسعوسي الأمين العام المساعد لقطاع المسرح كلمة في حفل الافتتاح، حيث قال أنه مع نغم الأوتار، وأشجى الألحان، وعذوبة الصوت، مع الفن الذي يعبر عن خلجات القلب المتألم، والنفس المرحة مع حلقة الوصل بين الروح والإحساس، مع اللغة التي تخاطب الشعور والوجدان وتسمو بالإنسان وتطير به إلى عوالم الإبداع مع الموسيقي، مرحبا بالحضور وضيوف دولة الكويت التي تزهو اليوم بإقامة الدورة السابعة عشرة لمهرجان الموسيقى الدولي، لتؤكد الرسالة الرفيعة للدولة، في مختلف المجالات الثقافية والفنية، لافتا أنه يسعده نقل تحيات راعي هذه التظاهرة الفنية معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشئون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتمنياته للأخوة الضيوف بطيب الإقامة في بلدهم الثاني الكويت.
   
  التآخي الثقافي
  أشار العسعوسي إلى أن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الموسيقى ذات تأثير شديد في الحالة النفسية الظاهرية والداخلية للإنسان، وفي تشكيل سلوكياته وصفاته، كما أنها عنصر جوهري في بنائه، تُوقظ فيه الشعور بالمعاني السامية كالحق والخير والجمال، وتحرك أحاسيسه، وترهف شعوره، وتساعده على تحقيق الوئام مع نفسـه، وعلى التوازن الوجداني في دينامية التعامل مع الآخرين، والتوافق مع الحياة من حوله، كما تتوافق النغمة مع النغمات، والآلة مع الآلات، كما أنها تساهم في تبادل التآخي الثقافي والحضاري، وفي توثيق الصلات وتقوية عُرى الصداقة والمودة، وتسهيل التعاون والتقارب بين الناس على المستوى المحلي في البلد الواحد، وبين مختلف الشعوب على مستوى الكون.
   
  مرآة عاكسة
  أضاف العسوسي أن والموسيقى هي اللغة التي اتفق على فهمها كل البشر مهما اختلفت  ألوانهم ولغاتهم، فلم تتفق الشعوب على شيء مثلما اتفقت على حبها للموسيقى، فكانت جزءً لا يتجزأ من حياتهم، ومرآة تعكس ثقافتهم ومدى رقيهم وإبداعاتهم، ومن هنا أصبح لزاما على البشرية إقامة مهرجان سنوي، يجتمع فيه كل محبي الموسيقى في أرجاء العالم، للتذوق وللاستمتاع، والتعرف على الموسيقى وعلى جوانبها الفنية، ومكوناتها وتاريخها، ودورها في بناء العقل البشري، وفي تطوير وتهذيب ذائقته الجمالية.
   
  الرائد البعيجان
  أكمل : بما أن دولة الكويت معرفة باحتضانها ودعمها للفنون بكل أشكالها، فقد رأت أن تشارك العالم احتفالاته بالموسيقى، من خلال هذا المهرجان الذي يأتي مواكبا للمهرجانات الموسيقية الدولية، ولأن الموسيقى تُذكر بأهلها، فإنما يحق لنا ألا نفوت هذه المناسبة من دون أن نعرب عن صادق تقديرناً للفنان الراحل عبدالرحمن البعيجان الذي استطاع بفهمه العميق لماهية الموسيقى وبذائقته الفنية الرفيعة، أن يصبح أحد أهم رواد الموسيقى الذين رفدوا الأغنية بألحانهم الشيقة وإبداعاتهم الخالدة.
   
  علامات مضيئة
  بين العسعوسي أن رحلة الفنان والملحن عبدالرحمن البعيجان زاخرة بالأعمال الموسيقية الرائـدة، والتـي ما زالـت تتـردد وستظـل أعمال هذا الفنان الراحل علامات مضيئة في مسيرة الموسيقى والأغنية الكويتية والخليجية، وإننا إذ نكرم اليوم هذا الفنان الراحل، لإنجازاته الموسيقية الرائعة، إنما نهـدف من وراء ذلك إلى إثـارة انتباه شبابنا، إلى هامات إنسانية رفيعة، عملت طوال عمرها لخدمة وطنها الكويت وإثراء فنه، سائلا الله العلي القدير أن يتغمد الفنان الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
   
  استذكار سلطان والحكيم  
  في الختام استذكر العسعوسي رحيل الفنان القدير ماجد سلطان والإعلامي الكبير وجدي الحكيم، اللذين تركا فراغا وتأثيرا وبصمة لهما في الساحتين الإعلامية والفنية، مقدما الشكر لكل المشاركيـن مـن الكويت ومن الدول العربية والخليجية الشقيقة، وكذلك الدول الصديقة، في فعاليات هذا المهرجان الموسيقي، متمنيا لهم كل التوفيق في مسيرتهم الإبداعية ورسالتهم النبيلة من أجل ثقافة راقية وفن رفيع ونهضة حضارية شاملة، متضرعا إلى الله عز وجل أن يحفظ هذا الوطن من كل سوء، وأن يوفقنا إلى ما فيه الخير لهذه البلاد تحت قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وولي عهده الأمين، وسمو رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.
   
  مقطوعة موسيقية
  انطلقت الليلة الغنائية مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد حمدان، حيث قامت الفرقة في البداية بعزف مقطوعة موسيقية من تأليف أحمد حمدان، لتنطلق الألحان الخالدة للراحل عبدالرحمن البعيجان، التي اتسمت بها ليلة التكريم، إحياء لمسيرته وألحانه الجميلة الأصيلة.
   
  أغان بارزة
  وسط تصفيق حار أطلت الفنانة التونسية الشابة مروي بن صغير، غنت 'غاب بدري' للفنان خليفة بدر، كلمات يوسف ناصر، بعدها غنت 'شيل يا قلبي' كلمات الراحل الشيخ خليفة العبدالله الصباح وهي من أغاني الفنان يحيي أحمد، الفنان فواز المرزوق صعد خشبة المسرح ليغني بصوته العذب 'زين الحلا' من أعمال الفنان عبدالكريم عبدالقادر، وهي للشاعر يوسف ناصر، ليقدم علي 'ليل السهاري' كلمات الشيخ خليفة العبدالله، وتعتبر من الأعمال الغنائية الجميلة في تاريخ الفنان عبدالكريم عبدالقادر، فرض المرزوق موهبته وقدراته الصوتية المتميزة بأغنية 'توني عرفتك زين' للفنان حسين جاسم، التي كتبها الشاعر مبارك الحديبي، التي لامست الأحاسيس والقلوب ورسمت الرومانسية والعذوبة والجمال بكلماتها:
  توني عرفتك زين
  تلعب علي الحبلين
  غيرك يحب واحد
  وأنت تحب أثنين
  طرب رجب
  مفاجأ الحفل كانت إطلالة الفنانة المصرية غادة رجب، التي عبرت عن سعادتها الغامرة بالوقوف للمرة الأولي في أول حفل لها في دولة الكويت، التي قدمت أداء طربي مفعم بالأحاسيس نال إعجاب وتفاعل الحضور الكبير، غنت في البداية 'الحب مر وخذانا' للشاعر عبدالله العتيبي، من أغاني الفنان الراحل غريد الشاطيء، التي أطربت الحضور بأدائها والانسجام بحضورها القوي، لتغني 'يا تري نرجع حبايب' للفنانة الراحلة وردة الجزائرية، كلمات الشيخ خليفة العبدالله الصباح، التي اتسمت بالعذوبة والجمال:
  يا تري إحنا حبايب
  يا تري نرجع حبايب
  يا تري هو الطريق ده آخره فين
   
  وصلة الضويحي
  مسك الختام مع المطرب عبدالعزيز الضويحي، الذي ما أن صعد خشبة المسرح حتى قوبل بالتصفيق والترحيب، غني 'ما نسيناه' كلمات يوسف ناصر التي تعتبر من أبرز أغاني الفنان عبدالكريم عبدالقادر، ليفرض الضويحي حضوره الجميل عبر الأغنية الوطنية 'نعم نحبك' كلمات الشيخ خليفة العبدالله الصباح، وهي من الأغاني الوطنية البارزة في مسيرة عبدالكريم عبدالقادر أيضا، التي ردد كلماتها الحضور مع المطرب الضويحي:
  نعم نحبك نعم
  يا اللي أنتي فيك النعم
  يحرسك لنا الله ويصونك
  ويديم عليك النعم
   
  تكريم البعيجان
  في ختام الحفل جري تكريم الملحن الشاب محمد البعيجان، نجل الملحن الراحل عبدالرحمن البعيجان، الذي عبر عن تقديره واعتزازه للخطوة لتكريم والده رحمه الله من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، التي تعتبر عرفان ووفاء وتقديرا لدوره الرائد في الأغنية الكويتية، ولقد جري تكريم المطربين الذين شاركوا بإحياء الحفل مروة بن صغير، غادة رجب، فواز المرزوق، عبدالعزيز الضويحي، كذلك تم تكريم المايسترو أحمد حمدان الذي قاد الفرقة الموسيقية.
   
  أنشطة متعددة
  الجدير بالذكر أن المهرجان تقام فيه عدة حفلات غنائية موسيقية متتالية علي الأصعدة المحلية والعربية والعالمية، الفرقة الطاجيكية الوطنية للرقص الفلكلوري، الفنانة نادي البرغوثي، فرقة طيور دجلة العراقية، فرقة المعهد العالي للفنون الموسيقية.
   
  كادر
  الرواد يستذكرون البعيجان
  عرض في حفل الافتتاح فيلم وثائقي تناول  مسيرة الملحن الراحل عبدالرحمن البعيجان الطويلة، حياته ونشأته وانطلاقته في الساحة الغنائية المحلية والخليجية والعربية، وأبرز المحطات له علي مستوي الدراما الإذاعية والتلفزيونية والأسكتشات الغنائية، تحدث في الفيلم رفقاء الدرب كلا من المطرب عبدالكريم عبدالقادر، الملحن إبراهيم الصولة، الشاعر عبداللطيف البناي، الشاعر يوسف ناصر، المطر مصطفي أحمد، الشاعر بدر بورسلي.