العراق من أين؟ كي نعرف إلى أين، بقلم فهد بن رشاش
زاوية الكتابكتب يونيو 18, 2014, 6:49 م 1678 مشاهدات 0
'إن أردت معرفة نهاية الشيء أو الأمر فاعرف بدايته هذه هي القاعدة ، فالنهايات متعلقة بالبدايات ، لنبحث عن بداية مُشكلة العراق كي نعرف هذه التداعيات من تصريحات دوليه ، وتدخلات إقليمية مُتخفية ، وإعلام مُتقلب في نقله ومتناقض في طرحه للقضية ..
-فغزو العراق المسمى بتحريره لم يكن من أجل إسقاط حكم مشلول فحسب ، بل إن السبب الرئيسي المحوري هو تحويل ولاء العراق وتبعيته السياسية والدينية لإيران، وإشغال دول الخليج بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام ،وإن قصد تدخلها هو نهب الثروات النفطية إلا أن أميركا تُشعب الأمر كي يُختلف عليها ، وهذا ما نتج عنه إنقسام وخلاف بين الشيعة أنفسهم ، شيعة عرب تُريد حكم جديد بالبحث عن من يمثلها فيه ، وشيعة فارس وقد اظهرت من يمثلهم برئاسة الوزراء ، هذا الإختلاف سبب أزمة لسنوات منذ ٢٠٠٦ وبدأت التوترات تتفاقم شيئا فشيئاً حتى طفح الكيل من ممارسات المالكي ، وللربيع العربي فضل في تصعيد تلك الخلافات حتى ظهرت للعلن ، فمُشكلة العراق إبتداءاً بدأت بدخول القوات الأميركية ومن معها وفشلهم في تحقيق الأمن الذين كان يزعمون أنه سبب تواجدهم.
ثم ظهر موقف داعش المُناهض للمالكي في الساحة وكان شعلة البداية فقامت ثورة شعبية عشائرية وسنيه بل وحتى شيعيه عربيه بصمتها وانعزال بعضها دليل واضح وإن كانت في السابق غير ذلك ، أما العشائر فقد عانت الكثيرة وكانت صابرة قهراً ، مع كل ما ذاقوه من تعذيب واعتقالات ، اتفق المظلومون على ظالمهم وقرروا.
داعش حركة جهاديه أم سحر إنقلب على الساحر ؟! ، من المستحيل إعتقاد أو حتى الظن بأنها حركة عشوائية منفردة مع كل هذه التحركات الظاهر أمامنا ، هي سبب لدخول المتسبب أو بمعنى بوابة دخول مفتاحها واحد فقط ، ولعلها قد خيبت آمال من أوجدها لمصالحه فها هي لا تعرف عدواً أو صديق واختلت أيديولوجياتها التي كانت مُبرمجة عليها فأصبحت كما تدعي صاحبة مشروع مستقل تريد أن تحكم العراق بإسم الإسلام ...
الآن تحاول إيران بطريق غير مباشر بحكم رئاستها لمجلس الوزراء العراقي ، وبطريق مباشر بتصريحاتها وبتدخلها العسكري ، ولسان حالها :( إن بدأت اللعبة فلا تسترح ).
(هذه لفتات موجزة عن أصل القضية أردت منها أن تقودك للتمعن في أساس المشكلة لا العوارض الحاصلة).
إعلامنا ليس مُتخبط كما يراه البعض بل هو مع الأقوى فإن كان القوي معه نعته بالثائر ووصف فعله بالثورة ، وإن كانت الغلبة لمُناهض حليفه نعته بالإرهابي ووصف فعله بالإرهاب لا شك بعد محاولات حثيثه لإستمالته لسياستهم حتى يكون برعايتهم ...
تعليقات