الوحدة الوطنية سلاحنا لمواجهة 'داعش' وغيرها.. هذا ما تراه بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  /  الوحدة الوطنية سلاحنا

أ.د بهيجة بهبهاني

• الشعب الكويتي توحِّده الأزمات وتنظِّم صفوفه الأهوال، فهم كالذهب، لا تغيّرهم الأهواء، ولا تبدِّل طبيعتهم الأحداث.

تُعرف الدولة الإسلامية في العراق والشام بــ «داعش»، هي تنظيم إرهابي مسلح يقوم على الفكر السلفي الجهادي، ويتطلع إلى إعادة «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، ويمتد نشاطه في العراق وسوريا. بدأ بتكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 أكتوبر 2006، وتم اختيار أبي عمر زعيماً له، وبعد مقتله بتاريخ 19 ابريل 2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وبعد الأحداث الجارية في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد، تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر عام 2011، وسرعان ما أصبحت من أبرز القوى المقاتلة في سوريا، وفي 2013/4/9 تم الاعلان عن دمج فرع جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وتمتلك هذه الدولة الإسلامية كثيراً من الأسلحة المتنوعة التي حصلت عليها من الجيش العراقي والجيش السوري وغيرهما. ومؤخرا بدأت هذه الدولة - التي قد تكون نقطة سوداء في تاريخ الاسلام - بتوجيه تهديدات بالهجوم على دولة الكويت، والاعتداء عليها وعلى مواطنيها. ذلك رغم ان خيرات الكويت تغطي وتعم جميع الدول الاسلامية في العالم، وشعبها منذ نشأته ملتزم بالتعاليم الاسلامية السمحاء.

ان الشعب الكويتي يكون دائما صفّا واحدا في المخاطر التي تعرضت لها الكويت من اعدائها على مر السنين، ولم يرض بغير آل الصباح له حكاما، ويؤكد هذه الوحدة الوطنية بين جميع فئات الشعب الكويتي وأطيافه ما حدث من تكاتف واتحاد بين ابناء الشعب في فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990، حيث اتحدت كلمة الشعب على استمرارية الشيخ جابر الاحمد الصباح - رحمه الله - حاكما له، ورفض اي بديل لآل الصباح حكاما له، وتوحد هدف الشعب على محاربة الغازي وطرده من الكويت، وضحّى الشعب بالروح وبالولد والمال من اجل حرية بلده، لم يلتفت ابناء الشعب الى المذهب والأصل والقبيلة اثناء مشاركتهم في مقاومة المعتدي، وأريقت دماؤهم وروت ارض الوطن فأينعت شجرة الحرية. ان الشعب الكويتي توحده الازمات وتنظم صفوفه الاهوال، فهم كالذهب، لا تغيرهم الاهواء ولا تبدل طبيعتهم الاحداث من حولهم. لهذا، فإن الوحدة الوطنية هي سلاحهم في المواجهة مع «داعش» وغيرها.. والله الحافظ.