د.سعد حوفان الهاجري يكتب: داعش وساحة الإرادة
زاوية الكتابكتب يونيو 20, 2014, 1:39 ص 877 مشاهدات 0
عالم اليوم
نقطة نظام
داعش وساحة الإرادة
د.سعد حوفان الهاجري تاريخ النشر
مما لا شك فيه أن وجود تنظيمات تمارس العنف المسلح تحت أي مسمى (جهادية – تكفيرية – قتالية ) لم تكن وليدة صدفة ، ولكن هذه التنظيمات قامت نتيجة عنف سياسي سلطوي دموي ديكتاتوري ، عندما يسيطر على أي بلد نظام قمعي يمارس أسوأ أنواع العذاب ويجثم على صدر الشعب فيصادر حقوقهم ويدخلهم السجون بدون تهمة ولا جرم ، ويقوم بالتنكيل بهم حتى حرية التعبير لا يسمح بها أيضاً ، قطعاً أن ذلك سوف يولد كراهية وحقدا من الشعوب ، إن الأمثلة لدينا في الدول العربية كثيرة منها ( القذافي – صدام- الأسد ... وغيرهم ) عندما قاموا بتقريب فئة على فئة وأيضاً هناك من قام بتصفية طائفة معينة أو عرق معين وأصبحت هذه الشعوب تتراكم عليها هذه الممارسات القمعية لسنوات ، حتى أصبح العنف واستخدام المواجهة المسلحة هي الطريقة الوحيدة للخلاص من هذه الأنظمة ، ونشأت أجيال تحمل كرها ضد من كانوا يحظون بحماية ورعاية الدول القمعية على حسابهم ، و من الطرق التي أيضا ساهمت بقيام هذه التنظيمات هي سياسات بعض الدول التي جنحت إلى دعمها خلال فترة زمنية ما بهدف تحقيق غرض سياسي وقامت – هذه الدول - بالترويج ودعم فكرة الجهاد وبعد أن انتهوا من هذه المجموعة من الشباب الذين أخذهم الحماس للدين قاموا بالزج بهم في السجون بتهمة الإرهاب ، فخرجت هذه التنظيمات الجهادية نتيجة هذه السياسة .
إن من الخطأ أنه لم يتم استيعاب هؤلاء الأفراد وترك مساحة لهم للتعبير وطرح ما يريدون حتى ولو خالف الفكر ، أفضل من أن يتجهوا لتشكيل تنظيمات تسعى لضرب أركان الدولة .
إن مساحة الحرية التي كفلها الدستور الكويتي و السياسة التي تركت هذه المساحة – مع أن هناك تجاوزات – أوجدت لدى جميع الأطراف وبكل انتماءاته وفئاته مساحة للتعبير ، ومناقشة ما يحتاجه وما يراه في العلن إن الحوار فوق السطح أفضل بكثير من الحوار في الخفاء ، لذلك هنا في الكويت عندما نسعى ونطالب بأن تكون هناك مساحة كبيرة من التعبير والحوار وطبعا في حدود – الدين و الأعراف – هذا سيكون عاملا كبيرا للاستقرار ، لذلك تجد الكويتيين على مختلف مشاربهم يمكن أن يختلفوا فيما بينهم ولكن لن تجدهم على خلاف و صراع ، عندما تتوجه أي شريحة للتعبير عن رأيها في ساحة الإدارة - - كمثال – هو نوع من رفع الضغط والكبت التي تعيشه الشعوب ، فلذلك عندما ننصح بوقف الملاحقات للشباب ومطاردتهم والزج بهم في السجون لمجرد مواقف سياسية – وبعضها تفسر على النوايا – لا شك أنه يخلق جيلا يحمل ما يحمل ضد سلطته ، فلذلك التوقف عند ذلك أمر مطلوب وضروري لكي تحقق الدولة التوازن المطلوب.
تعليقات