((الآن)) تنشر ما منع من النشر للبصري

زاوية الكتاب

الكويت وعصر الذل و البهذلة الإيرانية ؟

كتب 8123 مشاهدات 0


كتب داود البصري مقالاً منع من النشر في إحدى الصحف المحلية , حيث يكتب أدناه والتعليق لكم  :

ماذا يجري في الكويت ؟ و كيف تراجعت الأوضاع السياسية و الإعلامية هناك لدرجة مرعبة من التدني و التراجع ودخلت الكويت من جديد في سوق الهرج و المرج السياسي و الإعلامي و الذي توج في عصر الحرية الكونية بالعودة لعصور القمع و الكبت و إخراس الأفواه ولربما العودة لتسليط الكلاب البوليسية الشرسة على المحتجين و المعارضين السلميين ، وهو ما يذكرنا و بقوة بفترة الشهور الأخيرة التي سبقت الغزو و الإحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990 وحيث كانت المعارضة في إشتباك حاد مع السلطة توج بعقد ما يسمى بالمجلس الوطني الذي أريد له أن يكون بديلا عن ( مجلس الأمة ) وهو المؤسسة التشريعية الرائدة في الكويت ، فجاء الغزو بكل مفاجآته و أحداثه و تحولاته الدرامية و أعيد تنظيم مواثيق العمل الوطني بعد مؤتمر جدة في أكتوبر 1990 و الذي رسم في وقتها خارطة طريق جديدة للعملية السياسية المستقبلية في الكويت ورسخ من التحالف بين الشعب و شرعيته الدستورية ممثلة في أسرة الصباح الكريمة التي قادت الكويت لثلاثة قرون ماضيات في مواجهة العواصف و الأعاصير و كل التحديات الشرسة التي كادت تبتلع الكويت و تنهيها من الوجود.                     

الكويت اليوم وفي ظل الأزمات الإقليمية الخانقة و الرهيبة تعيش أزماتها الخاصة و المتوارثة أيضا  وهي تئن تحت رحمة نوع جديد و مختلف من الصراعات يتمثل في نتائج الفشل الذريع لخطة التنمية الوطنية الطموح و التأثر و التأثير من نتائج تصاعد الصراع الطائفي المريض في الشرق ، و الأخطر من كل شيء وجود ملفات غامضة و غير واضحة المعالم لمحاولات إنقلاب على الشرعية الدستورية ولشبهات فساد تورطت فيها رؤوس كبيرة و كبيرة جدا مجرد ذكر أسمائها و أطرافها يصاب البعض بالصدمة البالغة مما جعل وزارة الإعلام الكويتية و أجهزتها الرقابية تعيش وضعا لا تحسد عليه بين النزعة الأمنية المتوارثة وبين متطلبات الحفاظ على صورة إعلامية منفتحة وراقية تتناسب وروح العصر و المواثيق الإعلامية و السياسية و تنسجم مع المستوى الراقي للنخب السياسية الكويتية ، ولكن خلف كل تلكم الصراعات يكمن الظل الإيراني و الذي يبدو واضحا لكل من يعرف الكويت عن قرب و يتابع لهمومها و شجونها و تطورات الأوضاع فيها ، فليس سرا معرفة و تأكيد حقيقة قوة اللوبي الإيراني في الكويت ؟ وليس سرا أيضا أن السلطات الأمنية الكويتية قد أمسكت بخيوط تورط إيرانية عديدة في ملفات الوضع الداخلي الكويتي كبناء شبكات تجسس نشطة و فاعلة ، و تكوين لوبيات من عناصر إيرانية الولاء تحمل الجنسية الكويتية أو من عناصر كويتية أخرى تم إحتوائها و تجنيدها للعمل لصالح دولة الولي الفقيه وفقا لقناعات طائفية و مبدأية ، ولن نذكر الأسماء ولكنها معروفة ، ولكن المعروف أكثر للجميع بأن للكويت في ملفات الحرس الثوري الإيراني أهمية إستثنائية كبرى وهي مركز رصد دائم كما أن أموال الحرس الثوري تستثمر بشكل فاعل في السوق الكويتية من خلال واجهات كويتية متجنسة ، و إحتواء الكويت من خلال العلاقات الخاصة والوسائل الأخرى من الأمور و الملفات المعروفة للجميع والتي يشدد عليها الخطاب الشعبي الكويتي المعارض وحيث تمثل إيران اليوم قطبا مركزيا من أقطاب الصراع الكويتي الداخلي المتفاقم ، و السلطات تعي تلكم الملفات جيدا و تحرص كل الحرص على تبني سياسات حذرة ودقيقة عبر ( شعرة معاوية ) مع الإيرانيين ، فهي قد تغاضت عن فضائح شبكات التجسس وعصابات إغراق الكويت بالمخدرات الإيرانية و عمليات غسيل الأموال الإيرانية و تهريب الملابس العسكرية الكويتية لإيران و تدفق عناصر الحرس الثوري للكويت على شكل عمالة إيرانية بعضلات مفتولة ، ثم جاءت مرحلة إستعراض اللوبي الإيراني في الكويت لعضلاته و إبتزاز السلطات و تحدي المواقف السياسية الكويتية الرسمية و إبتزاز كل المحتجين من خلال اللجوء لمنظومة القوانين الكويتية و المحاكم التي ضيقت كثيرا من هامش فضح تحركات ذلك اللوبي وهي معضلة حقيقية بحاجة لقرار سياسي يتجاوز الإطار القانوني الجامد المتخشب الذي لايراعي القراءة ما بين السطور  لقد تعملق اللوبي الإيراني في الكويت كثيرا وذكرنا نحن المتابعين بقوة اللوبي البعثي/ الصدامي في الكويت في مرحلة ما قبل الغزو وحين كانت الكويت حديقة خلفية للمخابرات العراقية تصنع فيها ما تشاء و تخطف و تبعد من تشاء في الوقت الذي تشاء!!.. اليوم يتكرر المشهد للأسف بمواصفات و أساليب إيرانية مخاتلة و برؤوس أموال يسيل لها اللعاب ، بل أن الأسلوب الإيراني الناعم في التسلل و من ثم الهيمنة و الإبتزاز يظل هو الأقوى و الأكثر خطورة و ترسخا و تأثيرا على مستقبل الكويت ، فهل سنشهد الواقعة الصاعقة قريبا و نرى جنود الولي الفقيه يستعرضون بمشية الوزة النازية قواتهم في شارع الخليج العربي!! كل الإحتمالات ممكنة ، فالكويت كما وصفها أحد رجال الكويت الأحرار من الثقاة و الأكاديميين المبدعين تعيش اليوم بكل إمتياز عصر الذل و المهانة الإيرانية الوقحة.. و كما يقول المثل الكويتي ( لقد طالت و شمخت )!.. فهل نرى صحوة كويتية تعيد رسم المشهد الدرامي المؤلم و المؤدي بكل تأكيد للصعود نحو الهاوية ؟.   

الآن - خاص

تعليقات

اكتب تعليقك