موسكو تمهد لمفاوضات مع كييف

طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المجلس الفيدرالي الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان) اليوم الغاء التفويض الممنوح له بالتدخل عسكريا في اوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف في تصريح للصحفيين هنا ان بوتين طلب من المجلس الفيدرالي الغاء قراره بمنح الرئيس الروسي حق التدخل العسكري في اوكرانيا عازيا ذلك الى بدء العملية التفاوضية بهدف معالجة الازمة السياسية في جنوب شرق اوكرانيا.

من جهته وصف الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو في تصريح نقلته وكالة انباء (انترفاكس) الروسية هذه الخطوة بانها 'مساهمة فعلية من قبل روسيا في معالجة الازمة في شرق اوكرانيا بعد ان باركت موسكو خطة السلام هناك'.

وكان المجلس الفيدرالي قرر في فبراير الماضي تفويض الرئيس بوتين بحق استخدام القوة العسكرية في اوكرانيا بعد سقوط نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ووصم الحراك الجماهيري الذي اطاح به ب'الانقلاب ضد الشرعية'.

ومن المقرر ان ينظر المجلس الفيدرالي في طلب الرئيس بوتين غدا.

وكانت الازمة السياسية في اوكرانيا اسفرت عن فقدان كييف لشبه جزيرة القرم التي انضمت الى روسيا الاتحادية بعد استفتاء شعبي جرى هناك في مارس الماضي.

وقامت سلطات اقليمي لوغانسك ودونيتسك ذات الاغلبية الناطقة بالروسية بإجراء استفتاء مماثل للاستقلال عن اوكرانيا والانضمام الى روسيا الا ان موسكو لم تتخذ اي اجراءات عملية للتفاعل مع نتائجه.

وحاولت القوات الاوكرانية اعادة سيطرتها على هذين الاقليمين بالقوة ما ادى الى نشوب معارك راح ضحيتها حتى الان حوالي 500 شخص فضلا عن مئات المصابين واحداث دمار واسع النطاق في مدن مثل سلافيانك وكراماتورسك ودونيتسك.

وتوصلت لجنة ثلاثية روسية اوروبية اوكرانية في اعقاب مباحثات جرت امس في دونتسك الى اتفاق لوقف اطلاق النار حتى 27 الجاري بهدف فتح المجال امام العملية السياسية والتوصل الى تسوية شاملة للنزاع على اساس خطة الرئيس بوروشينكو.

وقضت خطة الرئيس بوروشينكو من بين امور اخرى الى وقف اطلاق النار وإقامة منطقة عازلة على الحدود مع روسيا واجراء تعديلات دستورية لإضفاء طابع رسمي على اللغة الروسية واقامة نظام لامركزي في البلاد واعلان العفو العام على المسلحين واقامة ممر امن لخروج المسلحين من غير الاوكرانيين.