خلافة داعش الإسلامية وانتصاراتها المغولية!.. بقلم خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 1220 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  من الخليفة القادم؟

خليل علي حيدر

 

لا أعرف موقف «حزب التحرير» الاسلامي، من «دولة الخلافة» التي اعلنها ابو بكر البغدادي، خليفة داعش وملحقاتها، ولكن لو كان ثاني امراء حزب التحرير، «عبد القديم زلوم» (2003-1924) على قيد الحياة، فلربما طالب لها بالدعم والنصرة، فهو في كتابه المقرر على قواعد الحزب، «نظام الحكم في الاسلام»، الذي وضعه مؤسس الحزب «النبهاني» ووسَّعه الامير «زلوم» قبل وفاته، داعيا كل طلاب الخلافة الى اشهار رغبتهم، يقول: «طلب الخلافة، والتنازع عليها جائز لجميع المسلمين، وليس هو من المكروهات، ولم يرد ان ينص في النهي عن التنازل عنها، وقد ثبت ان المسلمين تنازعوا عليها في سقيفة بني ساعدة والرسول مسجَّى على فراشه لم يدفن بعد، كما ثبت ان اهل الشورى الستة، وهم من كبار الصحابة رضوان الله عليهم تنازعوا عليها، على مرأى ومسمع من جميع الصحابة، فلم يُنكروا عليهم، وأقروهم على هذا التنازع، مما يدل على إجماع الصحابة على جواز التنازع على الخلافة، وعلى جواز طلبها، والسعي لها، ومقارعة الرأي بالرأي، والحجة بالحجة في سبيل الوصول اليها. واما النهي عن طلب الامارة الوارد في الاحاديث فهو نهي للضعفاء، امثال ابي ذر ممن لا يصلحون لها، اما الذين يصلحون للامارة فانه يجوز لهم ان يطلبوها، فقد طلبها عمرو بن العاص وولاه الرسول، فالأحاديث الواردة مخصوصة بمن ليس اهلا لها، سواء الامارة او الخلافة، اما من كان اهلا لها فان الرسول لم ينكر عليه طلبها، وقد ولاها لمن طلبها». (بيروت: دار الامة للطباعة، 1996، ص70).
من يقف خلف انتصارات داعش واكتساحاته المغولية؟ فحتى مفكر التيار السلفي الجهادي في الاردن عاصم البرقاوي، الملقب بـ«أبو محمد المقدسي»، انتقد اعلان دولة «الخلافة الاسلامية» منددا بتوعد داعش مخالفيه بـ«فلق هاماتهم بالرصاص».
ويعتبر «المقدسي» الأب الروحي للسفاح الاردني «ابو مصعب الزرقاوي»، الذي اشرف على مذابح لا حصر لها، وقتل الآلاف من ابناء العراق وبناتها، وعاث وعصاباته في ذلك البلد المنكوب فسادا، بعد ان اسس تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين»، الذي تطور لاحقا الى «داعش»، قبل ان يقتل في غارة جوية في العراق عام 2006، وتقول الصحف ان معظم مؤيدي «المقدسي» متعاطفون مع «جبهة النصرة» في سورية، ولكن لداعش مؤيدين في الاردن، ولا غرابة، فحتى «الاسلامي المعتدل» متشدد في الاردن، وقد قام بعض كبار الاخوان بتقديم واجب العزاء في «ابو مصعد الزرقاوي» فقيد الجهاد.
«المقدسي» يقول الاعلامي البارز عبدالرحمن الراشد، بمثابة «مرجع المتطرفين في انحاء العالم»، ولكن المقدسي رغم هذا لم يطق ما تفعله داعش، وكتب محذرا منهم، وهاجمهم بقوة. وهاجم الاخوان المسلمين من خلال «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، الذي يرأسه الداعية د.يوسف القرضاوي، مرجع الاخوان الروحي، اعلان قيام دولة الخلافة ووصف الموقع الرسمي للاتحاد اعلان دولة الخلافة بانه «ليس اكثر من وهم وسراب واضغاث احلام، سواء من حيث الواقع الفعلي، او من الناحية الشرعية»، واضاف الداعية المغربي احمد الريسوني، نائب رئيس الاتحاد: «في الوقت الذي تكافح الشعوب الاسلامية لتتحرر من الاستبداد المسلط عليها بالسيف والمدفع والدبابة، تأتينا مجموعة جديدة لتعلن خلافتها بالسيف، ولتنصب خليفتها بالسيف، ولتلعن زوراً وكذبا، من قَهَرَ الناس بسيفه وجبت مبايعته وطاعته». (الجريدة 2014/7/3).
الكاتب البريطاني ديفيد غادرنر، ذهب في مقال له الى ان نجاحات داعش دعم هائل للنظام السوري، وقد نجح الرئيس الاسد «في تحويل مشكلة نظامه في مواجهة ثورة شعبية، الى ازمة اقليمية تسبب صداعا دوليا، عبر تأجيجه للفتنة الطائفية بين الاقلية العلوية والاغلبية السنية».
ما يستوقف القارئ المتابع ليس الظهور المفاجئ للمغامر الخلافي «ابو بكر البغدادي» الذي وظف اشياء كثيرة في مغامرته الارهابية باسم اعادة الخلافة ما ينبغي ان يتوقف عنده بعد اليوم فقهاء المسملين وغيرهم هو الفقه السياسي في مسألة الخلافة، واعادة قراءة للنصوص في ضوء مخاطر الصراعات السياسية وواقع العصر، ألم يفتي شيخ دين كويتي قبل فترة بحز رأس «المشير السيسي» في مصر، بموجب بعض الاحاديث؟
قيل ولايزال الكثير في خلافة داعش الاسلامية، ولكن اما كان «البغدادي» قادرا على ان يكون اكثر خطورة على استقرار العديد من بلدان المنطقة ودول الجوار.. لو كان انضج واعقل؟ لقد استفدنا عام 1990 من حمق الرئيس صدام، ونستفيد اليوم من ارتجال البغدادي، ولكن من يعلم من الثالث؟

اقرأ المقال ثانية!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك