صراعات أبناء الأسرة سبب كل اضطرابات الكويت!.. برأي الدعيج
زاوية الكتابكتب يوليو 16, 2014, 9:59 م 927 مشاهدات 0
القبس
عليكم بالأسباب وليس النتائج
عبد اللطيف الدعيج
الحكومة ربما تسعى الى الانتقام ممن تعتقد انه قلب لها ظهر المجن. لهذا هي تهدد او هي عازمة كما تدعي على فتح ملفات التجنيس لمعاقبة من «سيحلو لها بالطبع» معاقبته. ويجري هذا بالطبع تحت ذرائع حفظ الامن والتحفظ الامني الجديد بسبب التوتر الحالي في المنطقة والظروف الصعبة التي تمر بها الكويت.
لقد شهدت الكويت اختلافات واحتجاجات اكبر من الحالية بكثير. تظاهرات بمئات الآلاف حسب زعم البعض، ومقاطعة لاغلبية الناخبين لانتخابات مجلس الامة كما الزعم الآخر. اغلب المجاميع السياسية كانت ضد السلطة، والمواجهات كانت اعنف واكثر إيلاما للناس والسلطة من مواجهات واضطرابات هذه الايام. ومع هذا استطاع المجتمع الكويتي ان يمتص كل ذلك وان تستمر الحياة ــ الى حد ما ــ كما يجب. حاليا ليس لدينا حتى عشرين في المئة من الحراك او الانتفاض الذي ساد بعد اثارة قضية الايداعات. والاوضاع كلها تبدو لمصلحة الحكومة وتوجهها، لدرجة يمكن القول انها كانت خامدة نسبيا قبل اسابيع. الوضع التهب مجددا بعد اعادة احياء الصراع بين بعض ابناء الاسرة الذي هو وكما هو واضح المحرك الاساسي لكل الاضطرابات والانشطة السياسية التي يعاني منها البلد بشكل عام.
لكن المؤسف انه وبدلا من ان تعمد الاسرة الى ضبط وربط بعض ابنائها، لجأت الحكومة الى التعسف والاقتصاص من ابناء خلق الله من بقية المواطنين. الذين لم يكن لهم ذنب سوى انقيادهم العفوي وراء الصراعات والاحتقانات التي سببها بعض ابناء الاسرة الحاكمة.
نعم هناك تعديات تمت، وهناك اخطاء ارتكبت، ولكن ليس في مجال التجنيس فقط. بل ان التجنيس كان في بعض حالاته «ضرورة». ضرورة لتلبية حاجة المجتمع للكثافة السكانية وضرورة لسد الفراغات فيه وضرورة حتى لدواع امنية. ليس هناك مشكلة في التجنيس وليس من المفروض ان تكون. المشكلة ان «التجنيس» تم لاهداف سياسية لمصلحة ذات الصراع الذي نعاني منه الآن. الصراع بين بعض ابناء الاسرة وبينهم وبين التزامات ومستحقات النظام الديموقراطي الذي ربما حرص بعضهم على تقويضه.
لهذا فان كان على الحكومة كما تدعي التدخل لتهدئة الاوضاع ولحفظ الامن الوطني، فان المطلوب إزالة اسباب التجنيس وليس المجنسين الابرياء، مطلوب وقف العداء بين بعض ابناء الاسرة، ومطلوب قبلها وقف العداء للمبادئ الديموقراطية التي يبدو انها لم تحز على رضا وقناعة الاسرة الحاكمة حتى الآن.
تعليقات