أين التخطيط في وزارة التربية؟!.. سلوى الجسار متسائلة
زاوية الكتابكتب يوليو 19, 2014, 12:03 ص 416 مشاهدات 0
الوطن
رؤيتي / 'التربية' بلا تخطيط
د. سلوى الجسار
التخطيط الجيد بحاجة الى معلومات وبيانات دقيقة وواضحة حتى يستطيع المتخصصون رسم خريطة السير من الوضع الحالي الى المكان المراد الوصول اليه بأمان وبوقت مدروس وبتكاليف محدودة. يعرف التخطيط بانه عملية اتخاذ القرارات لكي نحدد الاتجاه نحو المستقبل بناء على ما هو متوفر من الامكانات المادية والبشرية المتاحة لتحقيق الأهداف المراد الوصول اليها. أما اذا كان العمل بدون خطة ورؤية فهذا يدخل العمل بالمزاجية والفوضى والتخبط وينعكس ذلك على التردد في اتخاذ القرار ويؤثر في زيادة التكلفة المادية وهدر للجهود المبذولة وضياع الوقت. ان موضوع الوجبات الغذائية وادخالها للمدارس والعقود المبرمة مع الشركات والتي بلغت تقريبا (59) مليون دينار أمر بحاجة الى وقفة ودراسة. فالسؤال: هل تم التخطيط الجيد ودراسة طريقة وأسلوب ادخال الوجبات الغذائية الى المدارس؟ من قام بالدراسة وما هي تخصصاتهم؟ ومن اختار نوعية الوجبات؟ ومن درس التكلفة المالية مقارنة بنوعية الوجبات؟ وهل تم اقتراح البدائل في توفير الوجبات الغذائية في المدارس؟ وما هي الدراسات العلمية والصحية التي عملت حتى يبنى على أساسها اختيار الوجبات الغذائية؟ ولعل المفاجأة كانت عندما اصدر اذن وزير التربية القرار بفسخ العقود مع شركات التغذية واحالتهم للتحقيق بسبب الوجبات الفاسدة. نقر بوجود خلل في العقود المبرمة وخاصة ان هذه الشركات الموردة للوجبات للأسف في نفس الوقت نجدها تقوم بتوفير الجهاز الوظيفي للرقابة على الأغذية. أي ان من يقدم الخدمة هو الذي يراقبها ويحكم عليها. ومن جانب آخر نقرأ بان وزارة التربية تتجه للتعاقد مع طباخين لإعداد الوجبات الغذائية، بل ونقرأ بأن وزارة التربية تتجه الى تفعيل المقاصف في المدارس، بالاضافة الى الهدر المالي الذي نراه فعلا بالعقود المبرمة والغذاء الفائض المهدور بسبب كثرة غياب الطلبة خلال الاجازات الرسمية حيث وجبات غذائية مدفوعة أثمانها لا تجد من يتناولها. فالسؤال هل هذا يسمى تخطيطاً يا وزارة التربية أم فوضى وهدر أموال وجهود مبعثرة دون رقيب وحسيب؟ اما ما يلفت الانتباه بان الوجبات الغذائية واختيار أنواعها لا يراعى بها موضوع الصحة العامة وأمراض السكر والسمنة ومشاكل فرط النشاط وغيرها والتي يعاني منها الطلبة في المرحلة الابتدائية. والسؤال هنا أين التخطيط والرؤية في إعداد مواصفات الوجبات الغذائية للمرحلة الابتدائية وهو هل كان هناك برامج مشتركة مع المتخصصين في وزارة الصحة والبلدية في وضع مواصفات على الأغذية من الجهات المعنية؟ أموال تصرف بدون دراسة وعقود مليئة بالثغرات وتخبط في اتخاذ القرارات مما انعكس ذلك سلبا على الوجبات الغذائية ونوعيتها. نحن لا نعلم متى نرى تخطيطاً جيداً لأجل مصلحة أبنائنا في صحتهم وتعليمهم، يبقى لنا أمل والله خير الحافظين.
تعليقات