مشعان البراق يكتب.. صوتنا واحد ، ضد الصوت الواحد
زاوية الكتابكتب يوليو 27, 2014, 12:27 ص 1264 مشاهدات 0
نعم ، ”كل هالصيحة على الصوت الواحد“ ، وهُنا لا أقصد بـ”الصوت الواحد“ ذلك النظام الإنتخابي الذي مزّق الكويت وأنتج لنا مجلساً لا يُمثّل حتّى نفسه ، بل أقصد بـ”الصوت الواحد“ هو ذلك الصوت الذي لا صوت غيره في الكويت ، الدولة التي ينصّ دستورها المغلوب على أمره على أن ”النظام فيها ديموقراطي السيادة فيه للأمّة مصدر السُلطات جميعاً“ ، الصوت الذي له وحده السمع والطاعة ، فيما تُضرب تلك الأصوات التي تمّ وصفها بـ”الصيحة“ بعرض الحائط ، وهي أصوات ”الأمّة ، صاحبة السيادة ومصدر السُلطات“ ..
مُشكلتنا في الكويت هي أن الصوت الوحيد المسموع هو صوت السُلطة ، بينما يُهمّش صوت الشعب الذي ضُرب في الميادين وهو يُعبّر عن رأيه الرافض لـ”الصوت الواحد“ وهُنا أيضاً أُنبّه على أنّني لا أقصد فقط النظام الإنتخابي الذي دمّر الكويت ..
مُشكلتنا في الصوت الواحد الذي له جميع مُؤسّسات البلد تسمع ، تلك المُؤسّسات التي لم تستمع للصوت الذي سُمع في مُؤتمر ”الكويت تسمع“ فقط لأن الصوت لم يكُن صوت السُلطة ..
مُشكلتنا بـ :
الصوت الذي قال ”إضرب المُواطنين“ فضُرب المُواطنين !
الصوت الذي قال ”إسجن المُواطنين“ فسُجن المُواطنين !
الصوت الذي قال ”مزّق الوحدة الوطنية“ فإنشقّت الوحدة الوطنية !
الصوت الذي قال ”جرّد من يعترض من مُواطنته“ فجُرّد الشُرفاء من مُواطنتهم فقط لأنّهم إعترضوا على أن يكون في الدولة الديموقراطية فقط ”صوت واحد“ مسموع وغيره لا !
مُشكلتنا بذلك ”الصوت الواحد“ الذي بكُل سهولة ، قد يأتي بعد 12 ساعة تكون فيها أبواب المدارس مفتوحة لإستقبال المُواطنين اللذين يأتون من بيوتهم ومن أعمالهم ليُشاركوا بتشكيل مجلساً يُمثّلهم بآلاف من الأوراق ، ويقول الصوت المسموع بدقيقة واحدة ”إكتب على ورقة واحدة ، إلغاء جميع تلك الأوراق وضياع 12 ساعة بإسم الحلّ“ فقط لأن أصوات من مثّلوا الأمّة خير تمثيل كانت أعلى من ”الصوت الواحد“ المُزعج !
مُشكلتنا بذلك ”الصوت الواحد“ الذي لم نسمعه عند السرقات والفاسد وتعطيل التنمية والمُؤامرات ووو…إلخ
لو كان إعتقادنا أن خدمة البلد فقط بـ”الكرسي“ ، لما قاطعناه وذهبنا للشوارع وتحمّلنا كُل ما تعرّضنا له لخدمة البلد !
الصيحة التي صاحها الشعب ضد ”الصوت الواحد“ صيحة لمجموعة أصوات ، صوت السنّي وصوت الشيعي وصوت البدوي وصوت الحضري ، بمُختلف تيّاراتهم وأفكارهم ، هي مجموعة أصوات إتّفقت على إلغاء فكرة أن يكون في كويت الديموقراطية ”صوت واحد“ فقط يُسمع !
تعليقات