الحرب ليست مزرعة للخصومات!.. بنظر صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع  /  مزرعة الخصومات

صالح الشايجي

 

أتمنى ـ والتمني عجزٌ عن تحقيق ما نريد ـ ولكن التمني العاجز خيرٌ من الصمت.

أما ما تمنيت في ضميري العاجز عن سوى التمنّي، أن يحسن إخوتنا الفلسطينيون التعامل مع أزماتهم وبالذات خلال الحروب التي تطحن منهم أرواحا بريئة وتشرّد وتحرق وتهدم، وتثير في نفوسنا الهلع والخوف عليهم.

لا أطالبهم بالصمت والكف عن نصرة قضيتهم بأي طريقة يرونها تدعمهم وتقوي مواقفهم وتآزرَ الناس معهم، بل أطالبهم بالمزيد من فعل هذا، ولكن ما تمنيت عليهم هو ألا يخسروا الأنصار والداعمين والمؤيدين لهم ولقضيتهم، مثلما يحدث خلال الحرب الحالية في غزة.

لقد أساء بعضهم إلى أكبر الدول العربية الداعمة لهم وتطاولوا على رموزها ورموها بما لا يصح أن يرمي به شقيق شقيقه من ألفاظ وأوصاف وأقوال متدنية وجارحة ولا أخلاقية.

القيادة المهيمنة على غزة والمالكة لكل مفاتيحها ومغاليقها وهي حركة حماس المعروفة بانتمائها لجماعة الاخوان المسلمين، لم تتخلّ ـ وغزة تحت النار ـ عن موقفها من الحكم الحالي في مصر الذي قوّض حكم الاخوان فيها، فراح صبيتها واتباعها يسيئون إلى مصر ويجرّحون قياداتها ويصفونهم بما لا يليق، حتى بلغت بهم الصفاقة والحماقة حد ان يلقوا بالمعونات التي قدمتها مصر ـ دعما لاهل غزة ـ على الأرض وفي صناديق القمامة ويفاخرون بذلك ويصورونه وينشرون على الناس فعلتهم، متباهين متفاخرين برفضهم للدعم المصري وهم الباحثون عن الدعم والمطالبون به، حتى اذا ما جاء هذا الدعم وإن تمثل بغذاء ودواء وكساء، تنكّروا له ورفضوه علنا لا سرّا!

هل مثل هذا الموقف يجلب للقضية الفلسطينية ـ التي باتت رهينة في أيدي حماس ـ التأييد والمؤازرة، أم إنه يؤدي إلى مزيد من الفرقة والتنافر والتناحر؟!

وقبل ذلك بادرت دولة الامارات العربية المتحدة بتقديم العون الغذائي والطبي لمنكوبي غزة، فوصفوا أفراد البعثة الاماراتية الذين خاطروا بأرواحهم ودخلوا غزة الملتهبة بالنار والدمار، وصفوهم بما لا يليق وحمّلوهم ما لا يجب من صفات ونعوت!

خشيتي أن هناك طابورا خامسا يسعى لتجريد الفلسطينيين من كل دعم وتعاطف من إخوتهم العرب، وهذا ما يجب أن يتنبه اليه العقلاء من اخوتنا الفلسطينيين ويعملوا على ردم الهوة بين الفلسطينيين وأشقائهم العرب، فلكل انسان قدرة محدودة على تحمل الإساءة والنكران!

الحرب ليست مزرعة للخصومات!