اتفاقية 'سايكس – بيكو' جاءت رحمة للعرب.. برأي صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 1040 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  سايكس – بيكو' شكراً

صالح الشايجي

 

تدور في أذهان العرب، أفكار خاطئة يتداولونها بينهم ويورثونها أجيالهم القادمة، حتى أمست وكأنها من المسلمات غير القابلة للنقض أو حتى النقاش من أجل تعديلها أو تصحيح المفاهيم حولها.

ومن تلك الأفكار المستقرة في أذهان العرب على مدى مائة عام، فهمهم الخاطئ لاتفاقية «سايكس ـ بيكو» والتي تمت بين فرنسا وبريطانيا وبرعاية روسيا القيصرية عام 1916.

استقر في أذهانهم على مدى تلك الأجيال السالفة وحتى الآن، أن هذه الاتفاقية ظالمة وأنها سبب تفرقهم في دول عدة عوض أن يكونوا دولة واحدة، وأنها شرعنت للاستعمار وتقاسم الوطن العربي بين الدولتين العظميين بريطانيا وفرنسا.

ولكن هذا الذهن العربي البليد لو اجتهد في التفكير وتمعن في الواقع والوقائع، لاكتشف أن هذه الاتفاقية جاءت رحمة للعرب، وأنه لولاها لكان العرب أشبه ما يكونون بالقبائل الافريقية البدائية يعانون من التخلف والجوع والمرض والجهل والحروب المستمرة.

ولتقريب الصورة أكثر وللاستفادة مما يجري اليوم توضيحا لهذه الصورة، أقول لولا تلك الاتفاقية لعاش العرب قبل مائة عام الحالة «الداعشية» التي يعيشونها اليوم وربما بأهوال وفظائع أكثر من «داعش» اليوم!

استحواذ بلدان متقدمة على إدارة البلدان العربية كان في موقع النفع لهذه البلدان العربية وليس في موقع الخسارة، حيث أنشأت الدولتان المديرتان لتلك الدول نظام الدولة الحديثة والإدارة والحماية وعملتا على تطوير الخدمات والمرافق فيها وشكلتا أجهزة الامن والجيوش وحددتا الحدود، وعرفتاها بمفهوم الدولة بعدما كانت تلك الدول أثناء الاحتلال التركي عبارة عن ولايات متعددة في الدولة الواحدة، فالعراق كان ثلاث ولايات ومثلها بلاد الشام ولايات متعددة، فجاءت هذه الاتفاقية الرحيمة لتوحد تلك البلدان لا لتفرقها.

ولنا أن نتصور كيف سيكون حال العرب بعد هزيمة الأتراك وسقوط ما يسمى بـ «الخلافة العثمانية» المسيطرة على الدول العربية؟!

كيف سيحددون حدود دولهم ويعرف كل بلد امتداد نفوذه الجغرافي؟!

أليس السيف سيكون هو الفيصل بينهم؟! والاحتراب والتقاتل هما اللذان سيسودان ودون نتيجة سوى نزيف الدم العربي بسيف عربي!

وكيف ستنشأ الدولة الحديثة في بلدانهم لولا هذه الاتفاقية التي حضّرتهم ومدّنتهم، وألبستهم ثوب العصر؟!

وعلينا كعرب أن نقيس على هذا الفهم الخاطئ لاتفاقية «سايكس ـ بيكو» الكثير والكثير من فهمنا الخاطئ لكثير من الأمور.

وهذا الفهم الخاطئ هو السبب فيما نعيشه من رزايا وكوارث!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك