أهل بغداد حبيسو البيوت ويتفننون بتأمين احتياجاتهم

محليات وبرلمان

269 مشاهدات 0


بغداد: (خاص) أضحى التنقل في شوارع العاصمة العراقية بغداد ضربا من ضروب الانتحار, وصار اختيار تمضية النهار داخل المنزل شرا لابد منه لمن يحاول الإفلات من الموت وطرقه المتنوعة في الشوارع نهارا, أما الليل فقد منعت السلطات الحكومية التجوال فيه منعا مطلقا. يقول مهند سعدون الموظف الحكومي الذي يبلغ السادسة والعشرين من العمر 'اتفقت مع الإدارة على أن يكون دوامي في الوظيفة مرة واحدة في الأسبوع، حيث إن منزلي يقع في منطقة بينها وبين مقر وظيفتي إحدى المناطق الساخنة التي يصعب المرور منها بدون أن يشن ملثمون مسلحون هجوما علينا مثلما حصل مرات عدة حيث نجوت فيها من الموت بأعجوبة'. اصطحاب الملفات ويضيف مهند المتخصص في علم الإحصاء والدراسات أنه يصطحب معه إلى المنزل الملفات التي يكلف بإنجازها ويقوم بتمضية الساعات الطوال من النهار وأحيانا من الليل قبل أن يأتي وقت تسليمها إلى الدائرة، 'وغالبا ما أنجح في الإنجاز قبل الوقت المحدد.. وعندما أنجز أعمالي أقوم بتمضية الوقت بالدخول على شبكة الإنترنت حيث لي من الأصدقاء العشرات الذين أتحدث معهم عن أمور مختلفة'. وأكد أنه لم يقم بزيارة بيت والدته أو أخيه الأكبر ولم يشارك أقاربه مناسباتهم المفرحة أو المحزنة لأن الطرق التي تخرجه من البيت محاطة بالدوريات الوهمية التي يقيمها العشرات من المسلحين في 'أوقات لا نعرف متى تبدأ حتى نتجنبها'. أما عثمان إسماعيل وهو صاحب محل لبيع قطع غيار السيارات فيقول إنه أجبر على تغيير بطاقته الشخصية وبات يحمل اسما آخر حتى يتمكن من العمل بمحله, إلا أنه في معظم الأحيان يمضي الوقت في البيت ويعتمد على جاره الذي يملك محلا للبقالة حيث يقوم في بعض الأحيان بفتح المحل ومباشرة البيع للزبائن مما يمكنه من تدبير لقمة العيش. ويضيف إسماعيل 'لكي أتنقل بسيارتي في شوارع بغداد المختلفة أجبرت نفسي على تغيير الاسم واللقب, أنا أحمل الآن اسمين ولقبين أعرض أيا منهما بحسب المنطقة التي أتجول فيها عند الاضطرار، وذلك حال آلاف العراقيين الذين تثير ألقابهم وأسماؤهم نوازع القتل لدى الجماعات المسلحة من مختلف الشرائح والملل'. ويقوم منذر عجاج وأصحابه ممن لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما بعمل الحواجز داخل أزقة الحي الذي يسكنونه ويضعون جذوع النخيل والأسلاك الشائكة عند مداخل الأزقة ويمنعون السيارات المملوكة لسكان الحي من العبور إلا من خلال مناطق محددة. ومن لا يعبر المنطقة المحددة له حسب عجاج فإنه لابد أن يكون غريبا عن المنطقة 'ولابد أن نحذر منه ونخبر أهلنا بذلك فورا'. ويضيف أنه وأصدقاءه في الحي يحملون أسلحة للدفاع عن سكان الحي من المسلحين الغرباء عن المنطقة كل يوم رغم انشغاله في التحضير لامتحانات الإعدادية. الهاتف أولا أما الصحفية أسماء عاصم التي تراسل صحفا ومجلات عربية عدة فتشرح كيفية الحصول على التقارير وإجراء المقابلات مع الناس وتصوير مواقع الأحداث، قائلة 'أعتمد غالبا على الهاتف فأرتب مواعيدي أولا ثم أجري الاتصالات التي أريدها مع المسؤولين أو المواطنين حول أي شأن من الشؤون التي أريد الكتابة عنها'. وحول الهويات التي بحوزتها تقول أسماء 'أنا أحمل هوية لإحدى الصحف المحلية ولا أعرض هويتي الأخرى التي حصلت عليها من المركز الإعلامي للقوات الأميركية، الذي يقع داخل المنطقة الخضراء ونلزم نحن الصحفيين في العراق بالحصول على هوية تصدر منه ترفق بالهوية التي تصدر عن المؤسسة العراقية، لكي تسمح لنا القوات الأميركية بالتجوال في الأماكن الحساسة والمهمة وحضور المؤتمرات'. والحال يختلف عند القصاب خليل الذي يسكن في ضواحي بغداد حيث تقع ملحمته وسط المدينة, فيضطر للتنقل في اتجاهات عدة في اليوم للوصول إلى المحل والذهاب إلى البيت أولا وقبل ذلك الذهاب للمجازر الحكومية لجلب اللحوم.
آلان: خاص

تعليقات

اكتب تعليقك