جدل حول هوية الطائرات التي أغارت على طرابلس

عربي و دولي

363 مشاهدات 0


 

غموض يلف القصف الجوي الذي استهدف فجر أمس الإثنين، مواقع قوات فجر ليبيا في طرابلس، إذ تدور شكوك حول هوية الطائرات المغيرة، في وقت تناقلت تأكيدات بأن الطائرات الحربية هي أجنبية ومجهولة الهوية، فالطائرات التي بحوزة قوات حفتر لا تمتلك الإمكانية للإغارة ليلا، وأن قنابل ذكية استخدمت في القصف.
ومن المعتقد أن ميليشيا الزنتان وميليشيا مصراتة لا تملكان طائرات حربية حيث دمرت الطائرات الليبية المقاتلة أو أصيبت بأضرار خلال معارك ثورة 2011، في وقت قالت قوى غربية، إنه لا دور لها في الضربات الجوية التي وقعت أمس.
وأعلنت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية، أن الطائرات الحربية التي شنت هجمات على مواقع في العاصمة طرابلس، 'أجنبية وليست محلية'.
في المقابل، أكد صقر الجروشي، آمر القوات الجوية التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، أن قوات ليبية موالية لحفتر هي المسؤولة عن ضربات جوية في العاصمة طرابلس.
وقال أحد القادة العسكريين في فصيل يقوده حفتر إن قوات الفصيل مسؤولة عن الضربات الجوية ضد قوات فجر ليبيا، وذلك بعد معارك دامت أسابيع بغرض السيطرة على العاصمة الليبية في مواجهات هي الأعنف منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.
ويخوض مقاتلون من مصراته شرقي طرابلس معارك في مواجهة مقاتلين من منطقة الزنتان الغربية منذ أسابيع، ما أحدث حالة من الفوضى في البلاد، وعمل الجانبان سويا للإطاحة بالقذافي ولكن سرعان ما نشب صراع بينهما.
واقتصرت المعارك حتى الآن على المواجهات البرية بالمدفعية والصواريخ، ولا يعتقد أن أيا من الفصيلين يملك طائرات، وليس لدى الحكومة المركزية الضعيفة سوى قوة جوية عتيقة في أمس الحاجة لإجراء إصلاحات.
نفي أمريكي مصري
وتوقعت قنوات إخبارية تلفزيونية ليبية، أن تكون دول مجاورة وراء العمل الذي وقع ليلا والذي أسفر بحسب محمد الكريوي المسؤول في طرابلس عن مقتل نحو 5 أشخاص وإصابة ما يصل إلى 30.
وقال مسؤول أمريكي ومصدر أمني مصري، طلبا عدم ذكر اسميهما إن بلديهما لم يشاركا في ذلك، وقال مسؤول بالحلف 'لا توجد طائرات مقاتلة تحت قيادة الحلف شاركت في عمليات فوق ليبيا'.
وكان سكان في طرابلس قالوا إنهم سمعوا عدة طائرات تحلق في المنطقة بعد منتصف الليل وبعدها دوت انفجارات، ولم يسمع تحليق طائرات بعد ذلك لكن القتال بين الميليشيات على الأرض استؤنف في بعض أجزاء المدينة في الصباح.
وقال مصدر من الزنتان إن مقاتلين من وحدته شاهدوا طائرات تقصف موقعا لميليشيات مصراته، وأضاف 'شهدت قواتنا في المطار قصفا هائلا ودقيقا'.
وقالت الحكومة الليبية، إنها لا تعرف حتى الآن الجهة التي شنت القصف الجوي لمواقع الميليشيات في طرابلس.
وأضافت في بيان نقلته وكالة الأنباء الحكومية، أن الحكومة 'لا تملك في الوقت الحاضر أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء القصف'.
ضربات دقيقة
من جانبه نفى الضابط فرج ميلاد، التابع للقوات الخاصة بالجيش الليبي، أن تكون قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر قد شاركتهم في الهجوم لكنه أكد في الوقت ذاته أن 'طائرات سلاح الجو التابعة لحفتر وفرت لهم غطاء جويا للتقدم من الهدف'.
واستبعدت مصادر محلية أن تكون الطائرات جزائرية كون الجزائر مهتمة فقط بالحرب على 'القاعدة'، وغير معنية بالصراع الداخلي في ليبيا.
ووصف محللون عسكريون الضربات بـ'الدقيقة جداً'، إذ طالت مخازن الذخيرة الخاصة بالأسلحة الثقيلة واستهدفت مقرات لغرفة التحكم والسيطرة لقوات 'فجر ليبيا'، لافتين إلى أن هذا الاستهداف يتطلب عملاً استخباراتياً متطوراً.
وشرح المحللون أن القوة التدميرية محدودة، وهو ما يرجح لديهم أن الضربات كانت من طائرات ليبية قديمة تمت صيانتها وتطويرها في دولة بيلاروسيا، لكن من دون علم السفارة الليبية هناك، إذ إن المحلق العسكري في السفارة الليبية لديها من مدينة مصراتة التي تقود حرباً ضد كتائب القعقاع والصواعق في طرابلس.
في المقابل، قال محللون عسكريون وسياسيون إن هناك محاولة لإقناع الرأي العام الليبي وكذلك للضغط على قوات 'فجر ليبيا' أن ثمة استجابة من المجتمع الدولي لدعوة مجلس النواب الليبي للأمم المتحدة بالتدخل العاجل والفوري لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة، فضلاً عن إثارة لغط حول مشاركة مصرية أو جزائرية أو إيطالية لوقف تقدم قوات 'فجر ليبيا' وقرب سيطرتها على جميع المرافق الحيوية والعسكرية في العاصمة.
معارك في الأحياء الراقية
وأطلقت مقاتلون صواريخ على منطقة راقية في العاصمة طرابلس في وقت مبكر صباح الثلاثاء لتقترب المعارك بين الميليشيات المتناحرة من قلب العاصمة بعد تعرض إحدى الميليشيات لقصف جوي.
وبعد ساعات من حلول الظلام، قال سكان إن مجهولين أطلقوا صواريخ جراد على منطقتي الأندلس وقرقارش، وهما من أرقى أحياء طرابلس، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وقال مسؤول بوزارة الصحة إنه ليست لديه معلومات عن أعداد الضحايا.
وتقع البورصة الليبية ومقاه أنيقة ومنافذ بيع لعلامات تجارية أجنبية مثل ماركس آند سبنسر ونايكي في الحيين وكانا يضجان بالحياة حتى وقت قريب.
وقال سكان، إن بالإمكان سماع دوي القصف في أجزاء أخرى في العاصمة الواقعة على البحر المتوسط بعد توقف القصف صباح اليوم، ولم تتوفر على الفور مزيد من التفاصيل.
وتصعد الضربات الجوية صراعا بين الإسلاميين وقوات أكثر اعتدالا وكذلك بين ميليشيات من المدن المختلفة تسعى جميعها لنصيب من السلطة والغنائم.
ولا تسيطر الحكومة المركزية على طرابلس، ويعمل معظم المسؤولين من مدينة طبرق في أقصى الشرق حيث انعقد البرلمان الجديد هربا من القتال في شوارع طرابلس وبنغازي أكبر مدينتين في ليبيا.

الآن- وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك