البعد الأمني لا يمكن أن يحد من انتشار الإرهاب!.. بنظر شملان العيسى
زاوية الكتابكتب أغسطس 25, 2014, 12:27 ص 590 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب
د. شملان يوسف العيسى
تبني مجلس الأمن الدولي بالاجماع القرار الذي تقدمت به بريطانيا لادراج أسماء ستة قياديين متطرفين على القائمة السوداء للائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة ومنهم اعضاء تنظيمي داعش والنصرة الذين أدانهم القرار في كل من العراق وسورية بسبب ايديولوجيتهم العنيفة المتطرفة وانتهاكاتهم الفاضحة لحقوق الانسان وخرقهم للقوانين الانسانية الدولية.
ما يهمنا في قرار مجلس الامن هو شموله 4 اشخاص خليجيين اثنين منهم في الكويت واثنين في السعودية، السؤال هل تكتفي دول الخليج العربية بإصدار البيانات التي تدين الارهاب والتعهد بأنها سوف تلتزم بقرار مجلس الامن بتنفيذ جميع بنود قرارات مجلس الامن التي تنص على حظر السفر وتجميد الاموال؟! أم ان دول الخليج ستراجع كل سياساتها السابقة التي اعتمدت على البعد الامني في محاربة الارهاب؟. لقد استمر انخراط الشباب الخليجي في العمل الجهادي واستمر معه التمويل والدعم المعنوي والمالي من التنظيمات الاسلامية العاملة في الخليج رغم تأكيدات قادة الخليج في القمم الخليجية على عزمهم لمكافحة الارهابيين وملاحقتهم.
هنالك اسباب كثيرة ادت الى تراخي الانظمة الخليجية وتحديدا الكويت والسعودية في اقتلاع ظاهرة التطرف والارهاب في بلدانهم ومن هذه الاسباب وجود بيئة دينية محافظة تحتضن الارهابيين وتدعمهم، وسبب ذلك يعود للتنشئة الاجتماعية ومناهج التعليم واستغلال الدين لاغراض سياسية ومهادنة وتحالف الانظمة مع هذه الجماعات متصورة بأنها تستطيع احتواءهم،.. وانها تستطيع استغلال هذه الجماعات للحد من النفوذ الليبرالي والديموقراطي والمدني في المجتمع.
الآن وبعد اتخاذ مجلس الامن لقراره التاريخي وتضافر الجهود الدولية لمحاربة الارهابيين في العراق ودخول الولايات المتحدة بقوة جوية رادعة وتعهد بريطانيا وفرنسا بدعم الجهود الدولية الانسانية لمحاربة داعش، بدأنا نشهد تغيرا واضحا في موقف دول الخليج وعلى رأسها السعودية.. لأن دول الخليج بدأت تعي أن البعد الامني رغم اهميته لا يمكن ان يحد من انتشار ظاهرة الارهاب لوحده.
البيان الذي اصدره مفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ يؤكد أن الفكر المتطرف والاعمال الارهابية التي ينفذها تنظيما الدولة الاسلامية والقاعدة هما العدو الاول للاسلام معتبرا ان هذه الجماعات المتطرفة لا تحسب على الاسلام.
تأكيد الرئيس الامريكي باراك اوباما استمراره في استراتيجية طويلة المدى واعتبار تنظيم داعش بأنه لا يشكل خطرا على العراق فقط.. بل يهدد دول الجوار للعراق والامن في كل انحاء المعمورة.
رئيس الوزراء البريطاني كاميرون اكد بأن بريطانيا سوف تشترك في المجهود الدولي.. لأننا اذا لم نحارب الارهابيين في مقراتهم في سورية والعراق فسوف يلحقون الاذى والدمار في لندن.
حتى ايران الاسلامية ابدت استعدادها للتعاون في المجهود الدولي في محاربة الارهاب.
كل المؤشرات تشير الى بدء الحرب على الارهاب، فالقيادة السياسية في السعودية وامريكا وبريطانيا والتصريحات التي اطلقها مشايخ الدين في الازهر الشريف ومفتي السعودية تؤكد على بدء استراتيجية جديدة لاقتلاع الارهاب في منابعه وقف تمويله والانخراط في صفوفه، اليوم بدأ المجهود الدولي لاقتلاع الارهابيين بعد فشل الانظمة العربية في محاربته أو الحد من انتشاره.
تعليقات