الظلم والقهر في ليالي القدر!!
كلام و سوالفسبتمبر 25, 2008, منتصف الليل 1423 مشاهدات 0
أن يكون هناك إنسان مسجون في طلحة منذ أربع سنوات دون محاكمة، فذاك منتهى الظلم والقهر وانتهاك حقوق الإنسان!!
للمزيد أقرأ مقالة سامي خليفه المنشورة في جريدة الراي أدناه:
قبل أكثر من أعوام أربعة أحالت وزارة الداخلية المواطن الكويتي أحمد مشاري الشمري من الفئة المغضوب عليها - والتي تسمّيهم الدولة بـ «البدون» - إلى سجن الإبعاد تمهيداً إلى إبعاده إدارياً بتبرير «المصلحة العامة»! ومن دون توضيح ما هي المصلحة العامة التي جعلت وزارة الداخلية تصر على إبعاده؟ أحمد الشمري الذي خلّف عائلة من زوجة وسبعة أطفال وراءه بلا معيل ولا معين مازال يقبع في سجن طلحة إلى يومنا هذا من دون أي بارقة أمل بخروجه أو حتى إبعاده، لأنه وباختصار شديد لا يوجد أي بلد يقبله! وكيف تقبله الدول الأخرى وتحت أي تبرير، وهو مواطن كويتي لم يشمله قانون منح الهوية؟
المواطن أحمد الشمري هو خير شاهد على أن وزارة الداخلية لم تعد أمينة على سلامة الإجراءات الدستورية السليمة وليست حريصة على رفع الظلم عن البشر في حال ثبت، وإلا كيف يستمر هذا المنسي في سجن الإبعاد طوال أكثر من 52 شهراً والقانون لا يجيز احتجاز أي مبعد أكثر من شهرٍ واحدٍ فقط، استناداً إلى المادة 18 من قانون إقامة الأجانب الصادر عام 1959؟ وأين الحكم القضائي الذي بموجبه قرّرت وزارة الداخلية نقله إلى سجن الإبعاد تمهيداً لتسفيره؟ وإن كان لديه جواز مزور، والجميع يعلم ظروف من اضطر إلى استحصاله كي يعدّل أوضاعه مطلع الألفية الثالثة، فلماذا الإصرار على تقييد اسمه تحت الجنسية اليمنيّة واعتباره وافداً، مع ملاحظة أن الحكومة اليمنية قد أقرّت بأن جواز سفره وثيقة مزوّرة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يقدّم إلى القضاء العادل ليتم إنصافه أو إدانته؟ والذي أحسب بمحاكمته قد تنكشف الجهات التي ساعدت في حصوله عليها حين كان البعض يشجّع على شراء مثل تلك الوثائق والجوازات فقط كونها تساهم في تقليل أعداد تلك الفئة المظلومة في المجتمع!
خلاصة نقول، إننا ضمن تلك المعطيات السابقة نشهد أن استمرار احتجاز المواطن «البدون» أحمد الشمري هو انتهاك لقوانين الدولة التي أقسم الوزراء على احترامها، وهي جريمة إنسانية غاية في البشاعة عندما يتعرض إنسان إلى ظلم من دون أن تُعطى له فرصة الدفاع عن نفسه أمام القضاء الذي يعتبر صمام الأمان في البلاد، وهي مخالفة صريحة لشرع الله سبحانه ولنص القرآن الكريم الذي حرّم ظلم الناس، لذا نوجه حديثنا إلى وزير الداخلية، ونتساءل كيف تغمض لك عين وتلك الحالة تعيش تحت مسؤوليتك المباشرة؟ وكيف تقبل أن يعيش هذا الإنسان تلك المعاناة كلها بعيداً عن أهله وأسرته وذويه، وقد خلقه الله سبحانه وتعالى وكرّمه؟
د. سامي ناصر خليفة
تعليقات