شملان العيسى: هذه أسباب انتشار ظاهرة الاستهتار بالقانون؟!

زاوية الكتاب

كتب 700 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  حاميها حراميها

د. شملان يوسف العيسى

 

نشكر الأجهزة الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية على سرعة القبض على الشباب المستهتر الذين اعتدوا على ضابط المرور ومحاولتهم الفاشلة لتمكين صديقهم من الهرب بعد ضبطه وهو يقوم باعمال استهتار بمركبته في منطقة القصور.
المفاجأة ان ثلاثة من الشباب الستة الذين تم القبض عليهم يعملون في سلك الحرس «احدى المؤسسات الأمنية في الدولة» وقد أقر المتهمون بارتكابهم الجريمة التي تعتبر تحدياً واعتداء على هيبة الدولة.
السؤال.. لماذا يقدم شباب يعملون في مؤسسة أمنية بمخالفة القانون وهم المخولون بالحفاظ عليه.. هؤلاء الشباب من المفترض ان يكونوا قدوة للشباب المواطن في المحافظة على الامن وهيبة الدولة والقانون هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها افراد ينتمون للمؤسسات الأمنية (الداخلية – الحرس الوطني – الجيش) بارتكاب جرائم ومخالفات جسيمة فالصحف المحلية مليئة باخبار العسكريين الذين يخالفون القانون ويستهزئون بالرتب العسكرية التي يلبسونها.. الدراسات الميدانية التي أجرتها ادارة البحث بوزارة الداخلية كشفت قبل مدة أن نسبة من يرتكبون الجرائم في الكويت من العسكريين تصل الى %25 بمعنى ان ربع الجرائم التي تحدث في مجتمعنا يكون المتسبب فيها افراد ينتمون للمؤسسة الأمنية المنوط بها الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المجتمع من انتشار الجريمة وتطبيق القانون على الجميع.
مرة أخرى نتساءل لماذا انتشرت جرائم العكسريين في مجتمعنا؟ ومن المسؤول عن انتشارها.. وكيف يمكن وضع حد لها.. حتى لا تتحول المؤسسات الأمنية الكويتية بؤرة للاجرام والاستهتار بالقوانين.
هناك أسباب كثيرة لانتشار ظاهرة الاستهتار بالقانون من قبل افراد المؤسسات العسكرية.
ومن أهم الاسباب سهولة الدخول او الانتساب للمؤسسات العسكرية (الداخلية - الحرس – الجيش) كأفراد (شرطة) وليس كضباط لأن الإعلانات التي نقرأها في الصحف تتطلب أن يكون مواطناً صالحاً يقرأ ويكتب.. لذلك لا غرابة من انخراط الشباب الباحث عن عمل لكنه لا يملك شهادات علمية.. كما أن الرواتب للأفراد في المؤسسة العسكرية مرتفعة والامتيازات كثيرة.. السبب الثالث يعود لعزوف الشباب الكويتي المؤهل علمياً عن الدخول للسلك العسكري كأفراد فمعظم الشباب المتعلم من حملة الثانوية العامة أو الجامعة يفضل دخول الكلية العسكرية ليكون ضابطاً.. فالجميع يفضلون أن يكونوا قادة وليس شرطة وهناك مثل أمريكي يقول: «Too many chifs but no indians» بمعنى أن هناك زعماء كثيرين لكن لا يوجد أفراد.
هنالك سبب مهم لتمادي أفراد العسكريين في مخالفاتهم.. وهو شعور العسكري بأن نائبه في المنطقة او ابن قبيلته سوف يفزع له في حالة وقوعه في الاسر وخضوعه للمساءلة القانونية.. فنواب مجلس الأمة خصوصاً نواب القبائل يفزعون لجماعتهم مهما كان السبب.. حتى يحصلوا ويضمنوا صوت الناخب القبلي.. (ويدعي الجميع بأنهم يريد دولة القانون والعدالة والمساواة..).
واخيراً نكرر شكرنا للمؤسسات الأمنية على مجهودهم الطيب في ردع الجريمة والحفاظ على القانون.. لذلك كل ما نطالب به هو التشدد في تطبيق القوانين على الجميع ويكون في مقدمتهم رجالات الأمن الذين يخالفون القانون ومن لم يلتزم بالقانون.. علينا ان نتخلص منه بتسريحه.. فمن يستهتر بقوانين بلده يشكل عبئاً خطيراً على المؤسسة الأمنية وأمن البلد ككل.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك