الشكوى من سوء التعليم صارت همّاً قومياً عربياً!.. بنظر صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 8, 2014, 12:33 ص 541 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / عن الشهود.. تغنينا الشواهد
صالح الشايجي
عملت في التعليم لمدة تزيد أشهرا على العام الواحد، وذلك قبل أكثر من أربعين عاما بأعوام، وتجربتي القصيرة تلك لا تجعلني خبيرا ذا باع طويلة في أهم الحقول في حياة البشرية، فكل ما في هذه الحياة الدنيا قائم على التعليم، فإن حسن حسنت الحياة وإن ساء ساءت معه دنيانا.
وهذه حقيقة نعيشها ونرى معالمها نابضة حية تتحرك أمام عيوننا.
وكوني لست خبيرا في حقل التعليم، لا يكف قلمي عن الكتابة عنه ولا يقطع إصبعي إن أشار لعيوب تشوبه، وأنا هنا أنقل شكاوى الذين ما فتئوا يجأرون بمرّ الشكوى من سوء التعليم في غالبية أو جميع دولنا العربية، حتى صارت الشكوى من التعليم وسوئه همّا قوميا عربيا، وحّد العرب من محيطهم الى خليجهم.
مخرجات التعليم هي التي تدلنا على سوئه، ولسنا في حاجة إلى شهود بوجود الشواهد وهي شواهد كريهة مريرة.
هذا التعليم أنتج أنفسا شريرة كارهة وأحيانا قاتلة، أنتج «الدواعش» ومن قبلهم ومن سيجيء بعدهم، وأنتج عقولا فارغة لا تفكر بل تحرم التفكير على أنفسها وعلى غيرها، ولا تتساءل وتحرّم التساؤل على أنفسها وعلى غيرها.
لم يستفد أحد من العرب من تدهور التعليم وسوئه وانحطاطه ومخرجاته ونتائجه، بل ان العكس هو ما حدث، الجميع متضررون من هذا السوء، الشعوب والحكومات، والمجتمعات والأفراد، الآباء وأبناؤهم، والمعلّمون وتلامذتهم.
الكل متضرر والضرر شمل الحياة العربية عامة وشلّ قدرتها على التحرك والتطور ومجاراة العصر، بل الأنكى والأمر، أنه نتج عن سوء التعليم هذا تشككنا وكرهنا للأمم الأخرى المنتجة والزارعة في حقل الحياة والتي نحصد زرعها ونقتات عليه وبدل أن نتعلم منها أو نشكرها، نسبّها ونلعنها وندعو عليها بالزوال والشتات والإبادة!
ورغم أن الكل متضرر فإن المجتمعات لم تثر على هذا البؤس وهذا الشقاء وهذا الجوع الفكري والفقر الذهني والتدني العقلي، ولكنها تثور على رغيف زاد سعره أو حاكم استبد، متجاهلة استبداد الجهل الذي أنتج حاكما على تلك الشاكلة التي هي ثارت عليها.
والغريب أن الحكومات لم تحاول إصلاح هذا التعليم ولم تلتفت الى سوئه وضرورة معالجته.
إن العالم أيها السادة يزخر بالكثير من خبراء التعليم ولستم في حاجة إلى اختراع العجلة من جديد، فالسوق مليء بالعجلات وما عليكم سوى انتقاء إحداها لينصلح حالكم وأحوال أمتكم!
تعليقات