ناصر المطيري يقترح عقد مؤتمر وطني للنهوض بالتعليم
زاوية الكتابكتب سبتمبر 8, 2014, 12:38 ص 910 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / سنة أولى ابتدائي
ناصر المطيري
خالد هو أصغر أطفالي فلذة الكبد الغالي ابتهجت له الروح صباح أمس عندما وضع رجله على أول السلم التعليمي محاطاً بدعواتنا وأمنياتنا أن يرتقي للدرجات العليا في العلم وتحقيق مستقبل مشرق في هذا الوطن الجميلفي هذا اليوم وأنا أصحب «خلّود» آخر العنقود تزاحمت في ذهني بعض الخواطر والأفكار وأنا أشاهد وجوه هذا الجيل الناشئ من زملاء خالد، وأكثر ما يثير همي وقلقي هو التعليم وما وصل اليه من مستوى من التراجع، وهذا ليس تجنيا ولا ظلماً لأحد بل هو واقع ملموس يشهد به الجميع مقارنة بمستويات التعليم ومخرجاته في سنوات مضت
لقد جاءت الكويت في مؤخرة الدول في الاختبارات العالمية لقياس التحصيل الدراسي للتلاميذ في الرياضيات والعلوم واللغة الانكليزية قراءة وكتابة خلال السنوات الخمس الماضية، هذه النتيجة المخيبة جاءت على الرغم من الجهود التربوية الكبيرة والتوظيفات المالية الضخمة التي تصرفها الدولة على قطاع التعليم.
ويلاحظ ان مستوى التعليم في الكويت يتراجع عما كان عليه في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ما يكشف عن وجود أزمة متفاقمة.
جهات تربوية واعلامية أجرت دراسات علمية موسعة عن التعليم في الكويت، فتوصلوا الى أن التعليم الرسمي يعاني أزمة متفاقمةان ذلك يعود بالتأكيد الى تردي مستوى مخرجات نظامنا التعليمي الناتج عن أخطاء جسيمة ارتكبت في تشخيص طبيعة المعضلات التي يعاني منها.. ما أوصلنا الى ما اعتقدنا خطأ أنها حلول.. بينما هي في الواقع تعقيدات اضافية تسببت في تراجع مستوى التعليم لا في تحسنه.. ذلك ما يشير الى الخلل الواضح في هياكل مؤسساتنا التعليمية ادارياً وتعليمياً.. وافتقارنا لبرامج رقابة عالية الكفاءة تضمن فاعلية التنفيذ.. وان هذه الحقيقة واضحة للعيان.. فتكون النتيجة أن يزاد التعليم تراجعاً في الوقت الذي نظن فيه أننا نقوم بجهود لتطويره.
يجب ان نبتعد عن المغالاة ونعترف ان التعليم في كل حالاته يمر بظروف صعبة.. وهذا ليس وليد اليوم ولكنه نتاج حالة تراكمية استمرت منذ سنوات وهذا خطر يهدد كل مناحي حياتنا ومستقبل ابنائنا، لأن تراجع المنظومة التعليمية سينعكس على كل شيء في حياتنا.. لذلك فان هذه المشكلة التي تهدد بكارثة مجتمعية هي المشكلة الأهم على مستوى الوطن وهي ام الأزمات الحاصلة، وأن ما نعانيه اليوم من انحدار في القيم وتدني في السلوك العام وضعف في الولاء يأتي في مقدمة أسبابه الفشل في تطبيق السياسات التربوية، الذي لم يستطع غرس هذه القيم من خلال تطبيق مناهجه وبرامجه التربوية المختلفة بالشكل الذي يحقق الغاية.
ان الحالة التي نشهدها اليوم في التعليم لا تتحمل مسؤوليتها وزارة التربية والتعليم وقيادتها الحالية فحسب وان كانت بالفعل هي المسؤول الأول عنه، ولكن نظراً لتفاقم المشكلة وللتركة الثقيلة التي ورثتها فان المسؤولية اكبر منها، ذلك يتطلب من الجميع استيعاب حجم المشكلة والاعتراف بالواقع فبغير ذلك لا يمكن ايجاد الحلول، ثم أن الأمر يحتاج الى ارادة سياسية ، كما يتطلب استشعار كل مكونات المجتمع لمسؤوليتها ودورها للعمل على الخروج من هذا النفق، من أجل اعادة صياغة التعليم من جديد وفقاً لرؤية واضحة تستفيد من خبرات الآخرين ومواكبة المناهج التربوية للتقدم العلمي، وهنا تبرز الحاجة العاجلة لعقد مؤتمر وطني للنهوض بالتعليم كونه أساس البناء والتنمية في البلد.
تعليقات