التطرف الإسلامي في آوروبا!.. بقلم خليل حيدر
زاوية الكتابكتب سبتمبر 8, 2014, 12:43 ص 685 مشاهدات 0
الوطن
متطرفون.. من آوروبا
خليل علي حيدر
الذي يُغذى به شباب المسلمين في أوروبا والغرب هو نفس الفكر الديني المتطرف الذي ظهر في العالم الإسلامي منذ سنوات
اشتراك هذه المئات والآلاف من شباب المسلمين أو المتحولين الى الاسلام في أوروبا وأمريكا، في جماعات ومنظمات القتال والارهاب الاسلامية في العراق وسورية وليبيا وكل مكان، يبطل أول ما يبطل حجج الاسلاميين وغيرهم في ايجاد مبررات سياسية، واقتصادية لانتشار الارهاب. فالكثير من هؤلاء المبررين يعزون تنامي هذه الجماعات الى «قمع الحكومات» و«غياب الديموقراطية»، وربما الفقر والبطالة والامية وغير ذلك. ولا شك ان بعض هذه الحجج ذات وزن في البلدان العربية حيث تنعدم الديموقراطية في بعض الدول ويشتد الفقر في بعضها الآخر، وتنتشر البطالة في الكثير منها. ولكن ماذا عن أوروبا ودول الغرب الديموقراطية الغنية، ودول الرفاه وغيرها؟
ما يستوقف المتابع ليس فقط مشاركة شباب الاقليات الاسلامية ومن أسلم حديثا من الاوروبيين والامريكان، بل اقبالهم على العمليات الانتحارية والممارسات البالغة الوحشية من تفجير المنازل ونحر الناس وحرق المؤسسات وغيرها.
بل وان يكون هذا كله «عربون» دخولهم الاسلام، واول ما يقدمون عليه من ممارسات عامة «في خدمة العالم الاسلامي»!
ومما يثير نفس القدر من الاسئلة، اننا لا نرى شباب أي اقلية عرقية أو دينية أو مذهبية مهاجرة الى الغرب، تعادي اوروبا وامريكا هذا العداء والكره الذي نراه في سلوك هؤلاء المسلمين، بل وهذه الوحشية في التصرف وهذا الابتعاد الكامل عن القيم المدنية والروح الانسانية والمفاهيم الديموقراطية. فكأن بعضهم قد تم اخراجه للتو من كهوف ما قبل التاريخ أو جلب من غابات وادغال قرون غابرة، لم تعايش اية مرحلة من مراحل الحضارة.
ثم ان الكثير من هؤلاء آت من دول متقدمة تحترم الفردية وحقوق الانسان وغير ذلك، فلماذا تطيع هذه القيادات البدائية التفكير، ولماذا تنفذ أوامر لا تعقل فوق انها اجرامية بحتة.
هذا الذي يُغذى به شباب المسلمين في اوروبا والغرب انما هو نفس الفكر الديني المتطرف الذي ظهر في العالم الاسلامي منذ سنوات وعقود، من خلال جهود الجماعة الاسلامية والمودودي في باكستان، والاخوان المسلمين والبنا وسيد قطب وسعيد حوى في مصر وسورية، والجماعات الارهابية والجهادية التي نبتت كالفطر هناك ما بين 1970 – 1990، والجماعات الارهابية المحلية والدولية من افغانستان الى شمال افريقيا. وهو نفس الفكر الذي اصابه ما اصابه من تعفن وتخمر، فتحور الى ما تنادي به جماعة دولة داعش الاسلامية، التي لا تخاطب المسلمين الا بالطائفية والتكفير، ولا تتعامل مع غير المسلمين الا بالجزية والسيف، وبالتهجير بعد السلب والنهب والاغتصاب وسبي النساء!
فانظر بنفسك في أي عصر يعيش هؤلاء!
ما نوعية العناصر البشرية العربية مثلا، المشاركة في العمليات الانتحارية؟ هل هم فقراء أم جهلة أم سذج مثلا؟
الاجابة عن سؤال كهذا يتطلب مقالا مطولا. ولكنني سأثقل للقارئ هنا ما يقوله الاعلامي الفلسطيني المعروف بتعاطفه معهم عبدالباري عطوان، في كتابه «القاعدة: التنظيم السري»، الصادر عام 2009 عن دار الساقي ببيروت: «ان المهاجمين الانتحاريين لا يملكون جميعا خلفية اجتماعية واحدة. فهم قد ينتمون الى النخبة المثقفة في المملكة العربية السعودية، كما الى الازقة الباكستانية التي تؤوي الاميين والفقراء».
ويضيف عطوان مشيرا الى دراسة قامت بها الباحثة الباكستانية نصرة حسن، العاملة في وحدة الاغاثة التابعة للامم المتحدة في قطاع غزة، حيث أجرت مقابلات مع 250 فلسطينيا يطمحون الى القيام بهجمات انتحارية، واكتشفت ان «أيّاً منهم لم يكن غير مثقف أو فقيراً الى حد البؤس أو ساذجا أو ذا ميول انتحارية أو مصابا بالاكتئاب». (ص134، عن موقع electronicintifada.net).
مما يظهر للقارئ خطورة هذه الفئة على أي مجتمع ينشطون فيه!
تعليقات