اليمن مقبلة على حرب داحس والغبراء!.. هكذا يعتقد حمد السريع

الأنباء

سوالف أمنية  /  حرب داحس والغبراء

حمد السريع

حرب داحس والغبراء تعرفها الأغلبية من العرب، فهي حرب وقعت بين قبيلتين من اكبر القبائل العربية هما عبس وذبيان، واستمرت أربعين عاما بسبب حصانين يملكهما زعماء تلك القبائل، ما تسبب في قتل الكثير من العرب ودخول قبائل أخرى في الصراع تطالب بثارات لها من القبيلتين.

اليمن يبدو انها مقبلة على تلك الحرب التي لا يتمناها احد، ولكن صراع القبائل بدأ، والكثير من الأطراف دخلت في الصراع لتصفية حساباتها ولفرض أجندتها على الآخرين.

الحوثيون تدعمهم إيران لانهم من الطائفة الشيعية ويحاربون لفرض سيطرتهم على الحكومة اليمنية، ولهم أسبابهم في ذلك ظاهرها معروفة وباطنها غير معروف.

الحوثيون أيضا مدعومون من طرفين آخرين لهما ثقلهما على الساحة اليمنية، ولكن ليس من المعروف سبب ذلك الدعم، وهما كل من الرئيس السابق لليمن علي عبدالله صالح الذي ما زال متواجدا على الأراضي اليمنية والذي قاتل القبائل الحوثية قتالا عنيفا عندما كان بالسلطة، أما الطرف الآخر والمتمثل في «القاعدة» فإن جزءا كبيرا من شبابهم يدعم الحوثيين رغم العداء المشترك فيما بينهما وايضا من غير المعروف أسباب تلك المساندة.

الحكومة اليمنية أصبحت في ورطة كبيرة بعد سقوط النظام السابق، ودخلت في صراع مكشوف مع عدة جهات توحدت في الأهداف واختلفت في الأسباب.

اليمن الشمالي واليمن الجنوبي تم توحيدهما بالقوة وهاتان الدولتان تتألفان من القبائل العربية التي تفتخر بحيازة السلاح واستخدامه ولديها ثارات بعضها مع بعض.

الحكومة اليمنية ضعيفة ولا تستطيع السيطرة على الوضع الأمني، ولا أدل من ذلك على وصول الحوثيين على مشارف العاصمة صنعاء والاغتيالات اليومية التي تطول القيادات الكبيرة من ضباط الجيش والشرطة.

أميركا لن تتدخل لمساندة الحكومة اليمنية وتنتظر انتشار الفوضى بها كما يحدث الآن في ليبيا، ولذلك حرب داحس والغبراء الجديدة تحتاج الى تدخل عربي وتأييد ومساندة مادية وسياسية للحكومة اليمنية لوقف تلك الحرب قبل ان تستفحل.