العقوبات تجمد مشروعات النفط الأجنبية الكبرى في روسيا

الاقتصاد الآن

501 مشاهدات 0


ستؤدي العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو إلى توقف مفاجيء لأنشطة استكشاف احتياطات روسيا الضخمة من النفط الصخري وخام القطب الشمالي وتعقيد تمويل المشروعات الروسية القائمة من بحر قزوين إلى العراق وغانا.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات جازبروم وجازبروم نفت ولوك أويل وسورجوت للنفط والغاز وروسنفت تحظر على الشركات الغربية دعم أنشطتها في الاستكشاف أو الإنتاج في المياه العميقة أو الحقول البحرية بالقطب الشمالي أو مشروعات الوقود الصخري.

وتمثل الإجراءات الجديدة توسيعا كبيرا لنطاق العقوبات السابقة التي لم تحظر سوى تصدير المعدات النفطية ذات التكنولوجيا العالية إلى روسيا. وتهدف هذه الإجراءات إلى زيادة الضغط على الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين بسبب ممارسات روسيا في أوكرانيا.

ومن بين المشروعات التي تهددها العقوبات الآن برنامج تنقيب ضخم لشركة اكسون موبيل الأمريكية العملاقة في منطقة القطب الشمالي الروسية والذي بدأ في أغسطس آب في إطار مشروع مشترك مع روسنفت.

والآن سيتم تعليق هذا المشروع وغيره من عشرات المشاريع التي اتفقت عليها روسنفت وجازبروم نفت مع اكسون موبيل وشركة رويال داتش شل البريطانية الهولندية وشتات أويل النرويجية وايني الإيطالية.

وقال مسؤول كبير بالحكومة الأمريكية خلال إيجاز صحفي يوم الجمعة 'قطع موارد التكنولوجيا والخدمات والسلع التي تقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن تلك المشروعات يجعل من المستحيل الاستمرار في هذه المشروعات أو على الأقل يجعله أمرا بالغ الصعوبة... فلا توجد بدائل جاهزة في أي مكان آخر.'

وستمهل الشركات 14 يوما لإنهاء الأنشطة تدريجيا.

وأضاف المسؤول الأمريكي 'لا توجد مقدسات في العقود.'  

وتعول روسيا ثاني أكبر مصدر للخام في العالم على احتياطاتها من نفط القطب الشمالي والنفط الصخري 'المحكم' للحفاظ على الإنتاج عند نحو 10.5 مليون برميل يوميا وسط تراجع الإنتاج بحقولها القديمة في غرب سيبيريا.

وتوجد إحدى كبرى احتياطات النفط المحكم الروسية في تكوين باجينوف الجيولوجي الكائن تحت حقول ناضجة في غرب سيبيريا.

وتقدر هذه الاحتياطيات بتريليون برميل من النفط بما يعادل أربعة أمثال احتياطيات السعودية.

وقال ايجور سيتشين رئيس شركة روسنفت والحليف المقرب من بوتين في وقت سابق هذا الشهر إن الشركة وافقت على برنامج لإحلال جميع التكنولوجيا الغربية في الأمد المتوسط.

وذكر المتحدث باسم الشركة ميخائيل ليونتييف أن محاميي روسنفت يدرسون العقوبات وتداعياتها على مشروعات التنقيب المشتركة مع اكسون في القطب الشمالي.

وقال مصدر من لوك أويل إن العقوبات الجديدة كانت صدمة.

وقال مصدر في لوك أويل أكبر شركات النفط الخاصة في روسيا 'لم نكن نتوقع حقا أن ينتهي بنا المطاف إلى قائمة العقوبات.'

ولوك أويل هي أكثر الشركات الروسية نشاطا في الخارج وتملك أصولا من بينها مشروعات في المياه العميقة قبالة غانا وأنشطة في المياه الضحلة ببحر قزوين وعمليات برية عملاقة في العراق. وكانت الشركة تخطط للتنقيب عن النفط المحكم في سيبيريا مع شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال.

وقال مسؤولون بالحكومة الأمريكية يوم الجمعة إن الإجراءات الجديدة وضعت بهذا الشكل لتجنب التأثير على الإنتاج التقليدي أو المشروعات الأجنبية للشركات الروسية.  

وذكر مسؤولو الحكومة الأمريكية يوم الجمعة أن العقوبات الجديدة ستلحق المزيد من الأضرار بالاقتصاد الروسي الذي يقف على شفا الركود ويواجه هبوطا نسبته 13 بالمئة في عملته الروبل ونزوح رؤوس أموال بقيمة 100 مليار دولار منذ بداية العام.

وأضافوا أنه إذا لجأت شركات الطاقة إلى البنك المركزي للحصول على تمويلات فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى استنزاف موارد الدولة.

وقال فيتالي كرويكوف مدير مؤسسة الأبحاث الروسية سمول ليترز إن روسيا التي يبلغ احتياطها من النقد الأجنبي 460 مليار دولار لديها ما يكفي من الموارد الداخلية لمدة عامين على أقصى تقدير في ظل العقوبات الحالية.

وأضاف 'لذا سيتعين على روسيا التوجه إلى آسيا للحصول على تمويلات لكن الله يعلم إلى أي حد ستصل تكلفة الإقراض هناك. ستسارع البنوك الآسيوية إلى رفع أسعار الفائدة.'

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك