حدس أقامت ندوة انخفاض أسعار النفط
محليات وبرلمانالدلال يشدد على تنويع مصادر الدخل ، والسمحان : خلاف الخفجي 'سياسي'
أكتوبر 27, 2014, 12:27 م 1131 مشاهدات 0
تساءل المحامي محمد الدلال عضو مجلس الامة فبراير ٢٠١٢ عن أسباب انخفاض أسعار النفط وتداعياته على التنمية مشيراً إلى أنه في 2013 أشار صندوق النقد الدولي في تقرير له أن الازدهار في الكويت لم يتحقق، فرغم الطفرة النفطية لم تستطع الدولة أن تحوله إلى تنمية حقيقية ففي مرحلة ارتفاع النفط نعاني من تراجع معدلات النمو في كافة قطاعات الدولة فكيف إذا انخفضت الأسعار وتداعيات ذلك على تنمية الدولة.
وقال الدلال في الندوة التى أقامتها الحركة الدستورية الإسلامية في ديوانه بالأمس تحت عنوان 'انخفاض أسعار النفط.. الأسباب والآثار المتوقعة' بحضور كلا من أ. ناصر النفيسي (مدير مركز الجمان الاقتصادي)، ود. مشعل السمحان (خبير اقتصاديات الطاقة) أن مسألة استخدام النفط كسلاح في ميدان السياسة أمر موجود فارتباط الاقتصاد بالسياسية أمر واقعي مشيرا إلى ان البعد السياسي له اصل في الانخفاض القائم حاليا في أسعار النفط بسبب الصراعات الدولية والإقليمية ولذلك لانستبعد موضوع السياسية مشيرا إلى ان من صاغ دستور دولة الكويت كان لديه بعد نظر حين أشار الدستور الي حسن استغلال الدولة للموارد الطبيعية بما يحقق امن وفاعلية اقتصاد البلد ، مشيرا إلى انه وعلي الرغم من وجود اشكالية تتعلق بانخفاض اسعار النفط فانه يكاد ينعدم الصوت الرسمي تجاه هذا الحدث فلم نجد صوت محدد من القطاع النفطي حتى تبين للناس خطورة الأمر فلم يبحث الأمر في المجلس الأعلى للتخطيط الى الآن ولم نري موقفا موضوعيا او فنيا اتجاه انخفاض أسعار النفط وكيف ستتعامل معه الدولة ، فانخفاض اسعار النفط له استحقاقات على خطة التنمية وسوف ينعكس سلبا على الفائض المالي للدولة في ظل استمرار حالة الفساد على ، والمؤلم غياب رؤية استراتيجية لدي الحكومة الذي في الوقت ذاته تتخبط من خلال طرح قضايا جزئية مثل رفع الدعم او رفع الأسعار دون تناول الأبعاد الشمولية لآثار انخفاض أسعار النفط ووضع الدولة المالي.
ومن جانب اخر ذكر الدلال أن الخلاف السعودي الكويتي في الخفجي تعدي ان يكون خلاف فني فهناك خلاف قائم بين الدولتين ولكن الموضوع يتعدى ذلك فالموضوع تطور الى ان يكون تراشق بين أطراف من الشعبين وهذا الموضوع ينعكس سلبا على الدولتين وشعوبها في ظل غياب اي دور لمجلس التعاون الذي وضع في النعش مع الأسف منذ فترة طويلة فالخلاف القائم مرتبط بصراعات الاقليم وموقف كل دولة اتجاهه ، ولذلك ولمصلحة الدولتين الشقيقتين مطلوب ابعاد الشعبين عن هذا الصراع وإيقاف التراشق وحل الخلافات قانونيا وفنيا في اطار العلاقات الأخوية .
ودعا الدلال: الى تنويع مصادر الدخل فلم يعد هذا الأمر مسألة ظرفية مؤقتة بل اصبحت ملحة فمن غير المعقول ان لايوجد لدينا اي مصادر اخري للدخل غير النفط ويتطلب ان يكون هناك خطة واضحة ورؤية واضحة لتنويع مصادر الدخل والتعامل مع تراجع اسعار النفط واعتمادها كرؤية وطنية حتى لانعيش على ردود الأنية .
مشيرا إلى أن تنمية الصناعات النفطية قضية مطلوبه ، وان ارتباط النفط بالأمن يدعونا الى ان يكون لدينا تحالفات اقتصادية ونفطية وفقا للضرابط الدستورية ودعا الدلال لقيام المجلس الاعلى للتخطيط اعتماد خطة عمل للتعامل مع تداعيات تقلبات أسعار النفط تحتوي على خطوات عملية لتنويع مصادر الدخل .
وقال الخبير الاقتصادي في الطاقة د. مشعل السمحان انخفاض أسعار النفط دولي، ولكن أساس السوق النفطية وكيف يؤثر على ميزانياتها مبينا أن حوالي 94% من الميزانية تعتمد على النفط وأسعاره فالمشكلة ليست في الأسعار فهناك تشكل لسوق الطاقة العالمية فالأسعار التي نشاهدها سوف تبقى في هذا الحيز لفترة مشيراً إلى أن الكويت بدأت تنتج النفط بشكل رسمي تقريباً في الخمسينات فقد كان هناك نوع من دعم الإنتاج في تلك الفترة ثم انتقلنا إلى مرحلة الإنتاج ثم انتقلنا إلى عملية انقطاع النفط ومن ثم ارتفعت الأسعار في هذا الوقت حتى وصل الأمر إلى أن وصلنا في السبعينات إلى 3 مليون برميل .
وتابع : هناك مستوى متوسط للإنتاج وهو حوالي 2 مليون برميل في السنة ولو ضربنا هذا الرقم لوجدنا أننا صرفنا 42 مليار برميل أي نصف احتياطات الكويت من النفط مبيناً أن قضية أسعار النفط حساسة ومرتبطة بنا كدولة بشكل مهم، فالتغيرات التي حدثت على النفط ليست تلك التغيرات التي تؤدى إلى انخفاض أسعار النفط فتراجع النفط ليس سهلا لأنها خسرت تقريبا 21% من قيمتها.
وأضاف: نتكلم اليوم عن الغاز النفطي والنفط الصخري وهذه المصادر غير تقليدية فالتطور السريع في هذه الصناعة هو ما غير شكل الأسواق ما دفع الأسواق إلى نوع آخر من استهلاك الطاقة فالنفط لم يعد المنتج الأساسي في الأسواق فقد دخل الغاز بشكل كبير والسبب في ذلك يرجع إلى تدخل الغاز بشكل غير تقليدي بالإضافة إلى تطور عملية نقل الغاز، فقطر لم تكن تستطع نقل الغاز إلى أمريكا أو إلى اليابان فالتطور التكنولوجي لعملية نقل الغاز جعل هناك تطور، إذن فالقضية ليست وليدة تأرجح ولكن هي ناتج من تطور تكنولوجي ودخول مصادر جديدة للطاقة وكذلك الطموح الأمريكي لكي تكون دولة تعتمد على ذاتها لأننا اليوم نتكلم عن اقتصاد صيني يتقدم بشكل متسارع لأن التوقعات كانت تؤكد على أن وضع الصين الاقتصادي أفضل وضع في العالم والمؤشرات تؤكد أن هذه التوقعات في إطار التحقق.
وبين أن هناك ثلاث عوامل أساسية هي التي تشكل أسواق الطاقة وإفرازات التشكل هي التي كانت تحدد هذا الأمر وتتمثل في الوضع في المنطقة فاليوم لدينا ميزانيات تتأرجح لأن ميزانيتنا آمنة ما دام النفط بين السبعين والخمسة وسبعين فالكويت أكثر الدول أمانا فاليوم والسعودية تستطيع أن تتعايش مع 95 دولار للنفط وإيران 110 دولار وروسيا تريد أن تضع ميزانياتها على 115 دولار على عام 2015م لكن للأسف الكويت أقل دولة لديها خيارات ، فالسعودية لديها صناعات وروسيا لديها صناعات والكويت الوحيدة التي تتعامل خطتها كما كانت تتعامل معها في الستينات والتغيير في الكويت يوضع مع كل خطة تنمية حكومية فالخطة كانت تعتمد على تنويع مصادر الدخل وهذا الأمر لم يحدث وهذا ما يؤكد الاعتراف القائل بأن خطة التنمية فشلت.
وأوضح أن في حال استمرار هذه الأسعار من خلال التوقعات التي تؤكد أن النفط سيظل ما بين التسعين والخمسة وتسعين مشيرا إلى أن الحديث عن المؤامرات السياسية قد لا تجد لها صدى .
موضحا أننا لم نتكلم عن الخفجي والذي يعادل 9% من إنتاجنا مبيناً أن الخلاف اليوم في الخفجي بالذات قضية سياسية والدليل على ذلك تصريح وزير الخارجية.
واختتم قائلا أن قضية المؤامرة لكي يتم الضغط على الأسعار لفترة طويلة ولا تستطيع أن تقوم دولة بهذا الأمر فسوق الطاقة كبير ومهول ولا تستطيع أي دولة أن تتلاعب فيه لفترة طويلة.
قال الخبير الاقتصادي ناصر النفيسي مدير مركز جمان للاستشارات الاقتصادية : ان هناك تناقض واضح بين الارقام المنشورة مشيرا إلى ان فيما يتعلق بقضية الخفجي خسرنا 150 ألف برميل والحد الأدني هو مليونين و800 ألف برميل نفط يوميا مشيرا إلى أن الآثر على الميزانية ليس كبير ولكن استمرار انخفاض أسعار النفط يطالبنا بتنويع مصادر الدخل مؤكدا أن هيكل الميزانية فيه خلل كبير .
وتابع أن الحديث عن مركز مالي او سياحي غير قابلة للتحقيق في الأجل المنظور ولكن نحن نحتاج أن نقوم بما تقوم به سابك حاليا ولكن للأسف ابدعنا في فترة الستينات والسبعينات في فترة كانت الافكار الخلاقة تخرج من الكويت والمنطقة الحرة أصبحت اضحوكة.
واضاف النفيسي اسعار النفط فرصة حقيقية للأسعار على الرغم أن ارتفاع الاسعار لا يطالبنا بالاستكانة بل يطالبنا بالعمل مبينا ان صناعة البتروكيماويات لها مضاعفات ايجابية عملاقة على الاقتصاد منها خلق فرص العمل وليس مجرد وظائف هامشية ونقل التكنولوجيا بالاضافة ألى عمل رادف رئيسي لانتاج النفط .
واوضح النفيسي أن القول بأن اسعار النفط ليس لها علاقة بالسياسية بالعكس فالأمور تنقلب حولنا لحظيا وهذا لايمكن عزله عن مجريات اسعار النفط بالرغم من أنه لا يجب اهمال العوامل الاقتصادية ومنها تباطؤ النمو في الصين وزيادة العرض فالجميع يحجز عروض مستقبلية بالاضافة الى تسهيلات في الدفع فلأول مرة الكويت تتساهل في شروط الدفع والسعودية والامارات يقومان بنفس الامر وهذا يؤيد موضوع العرض والطلب مشيرا إلى ان ظهور المصادر البديلة سبب أيضا في انهيار الأسعار.
وبين النفيسي : هناك حرب أسعار وهناك تعمد لخفض الأسعار لإضعاف ايران فهناك صراع مع السعودية ومنظومة دول الخليج وايران مصدرها الرئيسي النفط لأنها وضعت ميزانياتها على أساس 140 دولار مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تسعى لاضعاف روسيا وما يتعلق بأوكرانيا وهو أسلوب معلن من الغرب لاضعاف روسيا .
واشار: الان هناك محور مهم يتمثل في اضعاف اقتصاديات النفط الصخري فهناك نظريا وربما حقائق أن السعودية تتعمد تخفيض اسعار النفط لاضعاف النفط الصخري منطقيا فالأمور الآن لم تعد تحتمل الصبر فالسعودية لديها كارت تلعب به للاضرار بالاقتصاد الامريكي وهذا الحديث يحتاج الى بحث أو عمق فلأول مرة نرى الانتاج الامريكي من النفط يكسر معدلات قياسية مؤكدا ان شركات النفط الصخري اذا لم يكن مدعوما سوف يتوقفون أما اذا كانوا مدعومين فلن يتوقفوا.
وأكد ان خيارات الكويت تتمثل في المحفظة المليارية وهى عرضة لتقلبات الأسعار ناهيك على أن الكويت خسرت 25% من قيمة محفظتها في ازمة 2008 مشيرا إلى أن موضوع الاحتياطات السيادية شئ مهم لكن يجب أن ننظر إلى مخاطره مبينا أن هناك اجتماع لأوبك وهو اجتماع دوري والمتوقع ان يمر مرور الكرام وبالتالي لانتوقع ان يخرج الاجتماع بقرار جرئ .
قال الوزير السابق على الموسي : قال كيسنجر ' سوف اشرب الجماعة النفط' وبالفعل شربناه فى فترة من الفترات حيث بيع برميل النفط ب9 دولارات مشيرا إلى أن اليابان ساهمت في تحرير الكويت لأنها تعتمد اعتماد كامل على نفط الشرق الأوسط فالموضوع متكامل له أكثر من زاوية وبالنسبة لن هو مصيري ولا نتعامل معه بالشكل المطلوب فلايوجد لدينا ارادة سياسية.
وتابع: فالمشكلة من صنع أيدينا فقد منح الله لنا كل الامور التى تقوم بتسهيل معيشتنا ولكننا فرطنا فيها. '
تعليقات