الببلاوي: الفوائض يجب ان تستثمر في الاصول العينية لا المالية

اكد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي ورئيس وزراء جمهورية مصر العربية السابق الدكتور حازم الببلاوي ضرورة ان تركز الدول التي تتمتع بفوائض مالية على الاستثمار في الاصول العينية بدلا من التركيز فقط على الاصول المالية كالاسهم والسندات.

وقال الببلاوي في حلقة نقاشية نظمتها الجمعية الاقتصادية الكويتية اليوم ان الاصل العيني يختلف عن الاصل المالي في انه يستخدم الفوائض في مشاريع انتاجية تتحول الى اصول عينية على ارض الواقع ولها فوائدها المجتمعية.

وذكر ان الاصل المالي ما هو الا (مدين) لتلك الاصول العينية 'لأنه من غير الاصل العيني كالمصنع والمعمل والبضاعة لا يمكن استخدام الاصل المالي الموجود في البنوك'.

واشار الى ان الدول ذات الفائض المالي لاسيما دول الخليج العربي تستخدم معظم مواردها المالية الناتجة عن بيع النفط في استثمارات بعيدة عن الواقع الانتاجي 'واغلب تلك الاستثمارات مقومة بالدولار الامريكي وهي مرتبطة به مصيريا'.

واوضح ان دول الخليج يمكنها التقليل من ارتباط تلك الدول بالدولار اذااستخدمت تلك الاموال في بناء المصانع والجسور والشوارع والتطوير البشري مبينا ان الدولار الامريكي بات الان العملة الوحيدة المعترف بها عالميا لتقييم جميع الاصول دون استثناء 'ولذا فان من عليه حماية الدولار ليس الولايات المتحدة وحدها بل كل من يبيع منتجاته بالدولار الامريكي'.

وبين ان الوضع الغريب الحالي يتمثل في ان بنكا حكوميا (ويقصد البنك المركزي الامريكي – البنك الفدرالي) يطبع عملة يرتبط بها معظم اقتصادات العالم 'اي ان البنك الفدرالي الامريكي لا تختص به امريكا وحدها بل تؤثر قراراته بجميع الدول التي تتعامل مع الدولار'.

واكد الببلاوي ان هذا الارتباط له مخاطر على الدول التي تصدر منتجاتها اعتمادا على الدولار (سواء الصين التي تصدر البضائع او دول الخليج التي تصدر النفط) لافتا الى ان ارتفاع سعر صرف الدولار يحط من قيمة المنتجات المقيمة به وبالتالي يؤثر على سعر صرف العملة المحلية بمزيد من الانخفاض.

وقال ان السبيل الامثل للتقليل من اثار سعر صرف الدولار على الفوائض المالية التي تتمتع بها دول الخليج هو الانفاق على الاصول العينية كبناء مصانع وانتاج منتجات يتمتع بها اهل تلك الدول او انشاء مشاريع في دول نامية تتمتع باسواق بدائية ومحتاجة لجميع انواع السلع.

واشار الى ان انشاء المشاريع من شأنه ان تستفيد منها دول الفوائض المالية وتستفيد شعوبها بشكل اكبر لان الفائض سيتحول الى اداة انتاجية بدلا من انفاقه بشكل غير فعال او تجميده في حسابات بنكية عالمية.

واعرب عن اعتقاده بان استمرار الفائض لاي دولة متصل بعجز مالي لدول اخرى معتبرا ان المشكلة تكمن في تركز تلك الفوائض بدولة بعينها او بعملة واحدة (أي بالدولار الامريكي).

وذكر ان دول الفائض النفطي تحقق فوائض مالية من الصعب ان تنخفض لان حاجة العالم الى النفط في ازدياد على المدى الطويل وليس في انخفاض 'ولذلك هناك فائض مستمر يجب ان ينصب في تعزيز الاصول العينية بشكل اكبر مما يحدث حاليا'.

يذكر ان الدكتور حازم الببلاوي يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لدى صندوق النقد الدولي وشغل منصب رئيس الوزراء في جمهورية مصر العربية بعد احداث الثالث من يوليو 2013 وحاز جائزة الكويت لعام 1983 في مجال العلوم الاقتصادية والاجتماعية عن موضوع (الاستثمار في الوطن العربي).