تراجع العملة الروسية امام العملات الصعبة

انخفضت العملة الروسية (روبل) هنا اليوم الى مستوى قياسي مقابل العملات الصعبة الاخرى حيث بلغ سعر صرف الدولار 53 روبل واليورو 66 روبل على خلفية انخفاض اسعار النفط وتأثير العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على موسكو.
وقال رئيس معهد العولمة ميخائيل ديلياغين في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان انخفاض سعر العملة الروسية (روبل) يعود الى عوامل عدة ابرزها انخفاض اسعار النفط وعدم كفاءة الهيئات المالية اضافة الى تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا.
وأضاف ديلياغين ان المخرج من المأزق الحالي يكمن في تطوير البنية التحتية للاقتصاد الروسي ووضع استراتيجية طويلة المدى لبلورة اليات مالية للتحكم في اسعار العملات ووضع قيود على تحويل العملات الصعبة للخارج ومكافحة الفساد والاحتكار.
في السياق ذاته اكد وزير المالية الروسي انطون سيلوانف في تصريح نقلته وكالة انباء (تاس) ان هناك صلة بين اسعار النفط وسعر صرف الروبل مقابل العملات الصعبة متوقعا تراجع سعر الدولار الى 45 روبل في حال استقرار اسعار النفط عند 80 دولارا للبرميل الواحد.
وحذر سيلوانف من وجود تلاعب في السوق المالية معربا عن قناعته بان سعر الصرف الحالي الذي يزيد عن 50 روبل مقابل الدولار سيبدو مقبولا في حال انخفاض اسعار النفط الى ما يقل عن 60 دولارا للبرميل الواحد.
وحاولت السلطات الروسية مرارا الحد من تراجع الروبل بضخ المليارات من العملة الصعبة لاسيما الدولار واليورو في السوق المحلية قبل ان يتخذ البنك المركزي الروسي قرارا بتعويم الروبل.
رئيس البنك المركزي الفيرا نبييولنا في تصريح للتلفزيون الروسي على عدم وجود بديل في الوقت الحاضر عن تعويم الروبل مؤكدة ان هذا القرار لم يكن عفويا او سابقا لاوانه.
واوضحت ان تعزيز مكانة الروبل 'هدف يمكن تحقيقه في حال ازالة العوامل المؤثرة الخارجية' مشددة على ان النظام المالي الروسي 'محصن في الوقت الراهن اكثر من اي وقت مضى لمجابهة التقلبات'.
وتمتلك روسيا مخزونا كبيرا من العملة الصعبة والذهب يقدر بحوالي 500 مليار دولار اضافة الى صندوقين سياديين بالعملة الوطنية (روبل) يقدران بحوالي 200 مليار دولار إضافة إلى كونها احدى أهم الدول المنتجة للنفط والغاز.
وقلل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من مخاطر تراجع الروبل امام الدولار موضحا ان ميزانية الدولة الروسية وكافة نفقاتها محددة بالروبل وبالتالي فان اي تراجع في اسعار النفط يليه تعويض تلقائي في زيادة صرف الدولار مقابل الروبل.
في هذا الصدد قرر المركزي الروسي رفع الفائدة على الودائع المالية بالروبل الى 9ر9 بالمئة و6ر2 بالمئة على ودائع الدولار واليورو في البنوك الروسية بهدف تشجيع المواطنين على الاحتفاظ بودائعهم وحساباتهم البنكية وعدم التسرع بتحويلها الى عملات اخرى.
ويعتبر العديد من المراقبين العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا انها 'ضارة نافعة' مؤكدين انها تمثل فرصة لعلاج الاقتصاد الروسي من حالة الادمان على عائدات النفط والغاز والبدء بنهضة صناعية انتاجية شاملة تؤمن لروسيا استقلالية اقتصادية.