افتتاح مؤتمر (فكر) العربي الثالث عشر

منوعات

1221 مشاهدات 0

مؤتمر فكر

افتتحت بمنتجع (الصخيرات) هنا اليوم أعمال مؤتمر (فكر) السنوي ال13 الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي حول موضوع 'التكامل العربي .. حلم الوحدة وواقع التقسيم' بمشاركة خبراء وباحثين ومسؤولين وأكاديميين ورجال الثقافة والاعلام من مختلف الدول العربية.
وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في كلمة للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي يعقد برعايته ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل أن تفعيل التكامل بين الدول العربية لا ينبغي أن يظل شعارا مؤجلا إلى ما لا نهاية كما أنه لم يعد خيارا للنهوض بالتنمية فقط بل أصبح حتمية ترتبط بالبقاء أمام سطوة التكتلات القوية.
وشدد على أن التكامل العربي أصبح ضرورة ملحة ينبغي في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الوطن العربي والعالم من حوله التعاطي معه بمنظور واقعي جديد.
وتلا كلمة الملك محمد السادس مستشار الملك عبداللطيف المنوني التي اعرب فيها عن الأسف أمام 'واقع التجزئة والانقسام الذي يطبع العلاقات فيما بينها'.
وقال في هذا الصدد إن 'معظم الدول العربية تعيش على وقع خلافات بينية مزمنة وصراعات داخلية عقيمة إضافة لتنامي النعرات الطائفية والتطرف والإرهاب ناهيك عن أن بعض هذه الدول تهدر طاقات شعوبها في قضايا وهمية ونزاعات مفتعلة تغذي نزعات التفرقة والانفصال'.
وأبرز أهمية التكامل العربي في ظل التكتلات الاقليمية والدولية مشددا على أن الوحدة العربية ليست حلما صعب المنال أو سرابا لا فائدة من الجري وراءه مؤكدا أنه تطلع مشروع قابل للتحقيق وضرورة استراتيجية على الجميع المساهمة في تجسيده.
ودعا الملك محمد السادس الى انفتاح العالم العربي على بقية العالم وتوطيد العمق الافريقي والأسيوي للعالم العربي وتوسيع علاقاته مع مختلف القوى والتكتلات الاقليمية والدولية مشيرا إلى أن الدول العربية تعيش اليوم في مفترق الطرق بين تحديات تنموية وأمنية وتطلعات شعبية ملحة ومطالب حقوقية للمزيد من الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية وكلها لا سبيل للاستجابة لها إلا عبر التكامل والوحدة والاندماج.
واعتبر أن البعد الاقتصادي يشكل ركيزة أساسية لتوطيد الوحدة وتحقيق الاندماج التنموي وهو الكفيل بضمان كيان عربي موحد وازن مستحضرا المسؤولية 'الجسيمة' الملقاة على عاتق المفكرين والمثقفين العرب ودورهم في التوعية والتنوير والمساهمة في مد المزيد من جسور الوحدة والتآخي بين شعوب الوطن العربي وفي تحقيق التكامل والتضامن بين كل مكوناته.
وأكد العاهل المغربي التزام بلاده بروابط الاخوة العربية وبالانفتاح على كل المبادرات الوحدوية ايمانا في ذلك بحتمية المصير المشترك حريصا على استثمار القواسم المشتركة من اجل انبثاق تكتل عربي وازن قادر على الدفاع القضايا العربية العادلة ومصالحه العليا المصيرية.
ودعا المثقفين العرب لتعزيز سبل التواصل والتفاهم بين النخب والشعوب العربية من اجل انبثاق نهضة فكرية عربية شاملة كوسيلة لتوطيد وحدة الشعوب العربية.
من جانبه دعا رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل إلى استفاقة عربية واسعة تنبذ الجهل والتخلف وتستخدم العقل وتحارب الجهل والتواكل والاستكانة حتى يكون العرب مشاركين ومبادرين ومنتجين ومبدعين.
وندد الأمير خالد بتناحر الطوائف والقبائل والأجناس التي أنست العرب في قضيتهم المركزية فلسطين كما ندد بالحروب التي قامت 'باسم الجهاد فقتل المسلم أخاه المسلم' و 'باسم الحرية فتكدست السجون وتعددت المهاجر' و 'باسم الوطن فتشرد المواطن'.
وبدوره أبرز أمين عام مساعد الجامعة العربية برئاسة مركز جامعة الدول العربية في تونس عبداللطيف عبيد أن اهتمام مؤسسة الفكر العربي نابع من حرصها على السعي الدؤوب من أجل تجاوز الواقع الأليم للأمة التي تشهد تعسرا تنمويا والكثير من مظاهر الشتات والتخلف.
وأوضح عبيد أن هذا الواقع 'الأليم' وليد عقود من التشرذم والإخفاق مشيرا إلى أن موضوع مؤتمر 'فكر' ال13 الذي تمثل في التكامل العربي هو هدف ووسيلة معا من أجل تحقيق النهضة الإنسانية المتوخاة.
وباسم امين عام منظمة الامم المتحدة بان كيمون أكد نائب الأمين التنفيذي للجنة للأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) عبدالله الدردري أن التكامل العربي الذي تنشده مختلف الشعوب العربية التواقة إلى غد أفضل يواجه صعوبات جمة بفعل الإكراهات الاقتصادية والاجتماعية واسعة النطاق إلى جانب تنامي الصراعات الطائفية والعرقية في المنطقة العربية والتي أخلفت موعد التطور والتقدم بالنسبة لعدد من بلدان المنطقة.
وأوضح الدردري ان تكامل شعوب المنطقة العربية امر ممكن التحقق إذا تم تعزيز التعاون ونبذ الخلافات والصراعات الطائفية وإرساء آليات فعلية للتغيير الديمقراطي الحقيقي داعيا إلى إرساء أسس حقيقية لتطوير المجتمعات العربية وضمان المساواة بين الجنسين وترسيخ استراتيجية ناجعة للحكم الرشيد في ظل تطلع الشعوب العربية الى تحقيق الديمقراطية.
ومؤتمر 'فكر' موعد سنوي تنظمه مؤسسة الفكر العربي للتفكير بحاضر العرب ومستقبلهم والنظر بعيون فاحصة فيما يحدث من مستجدات وحشد الطاقات الفكرية لمعالجة التحديات الثقافية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والسياسية التي يواجهها الوطن العربي.
وكان عقد دورته الاولى قبل 13 سنة في القاهرة ويعقد دورته الحالية في المغرب للمرة الثانية بعدما عقد دورته الثالثة حول 'العرب: بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة' في مدينة مراكش.
ويتضمن برنامج المؤتمر الحالي عدة جلسات موضوعاتية ورئيسة تناقش إشكاليات العمل العربي المشترك على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والسبل المتاحة لتطويره والتأسيس لحوار عميق وواع بين رجالات الفكر والثقافة في مختلف الدول العربية.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك