'دورنا تجاه قضايا العرب والمسلمين' بديوان الدلال

محليات وبرلمان

النشمي: نحتاج الى فقهاء ليس لهم تأثر بوظيفة أو راتب

1238 مشاهدات 0


في ندوة عقدت بديوانيه مساء أمس تحت عنوان 'دورنا تجاه قضايا العرب والمسلمين' قال عضو الحركة الدستورية الإسلامية المحامي محمد الدلال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ' صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيرا بأنه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته حدثت الكثير من الفتن التي واجهها الصحابة والتابعين واختلف الصحابة والتابعين في التعاطي مع هذه الفتن إلا أنهم ورثوا الكثير من العلم والفقه في طريقة التعاطي مع الأحداث ونشأ بناءا على ذلك علم وفقه لازلنا في هذه الأيام نسترجع بعضا منه ، وفي هذه الأيام نعيش في أجواء متقبله في أحوال المسلمين والعرب فهناك فتن وتقلبات كثيرة في المناحي السياسية والاجتماعية وهناك أحداث كبيرة وجسيمة بعضها تجعل الحليم حيران وهناك الكثير من الأمور الشرعية التي تطرح على الساحة وتحتاج إلى فقه يتصدى لها واجتهاد خاص بها وعلى المسلم العودة إلى أهل العلم الشرعي لكي يتعلم كيف يتعامل مع هذه الأحداث .

بدوره قال عميد كلية الشريعة سابقا - عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي (المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي) - رئيس رابطة علماء الشريعة في دول الخليج - هيئة الفتوى في الكويت  الشيخ د.عجيل النشمي المسلم يجب أن يفهم واقعه من جانبين الأول جانب فقه السياسة وفقه السياسة الشرعية مشيرا إلى أن فقه السياسية هو فقه الواقع الذي نعيشه ولابد أن نفقه أهدافه ومراميه وكيف نتعامل مع هذا الواقع وهناك في فقه الواقع لابد أن نعرف ملامح الواقع الذي نعيشه مبينا أن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم لم يمر على المسلمين في أي حقبه من تاريخهم فإذا أخذنا تطبيق الشريعة فقد ظلت تحكم العالم الإسلامي منذ بداية دولة المدينة إلى سقوط الخلافة في عام 1924 'السقوط الرسمي' لكن السقوط الفعلي كان قبلها ، وبعد سقوط الخلافة جاءت مرحلة الاستعمار ومرحلة رفع شعارات العلمانية والاشتراكية والقومية وجربت كل الشعارات ومر العالم الإسلامي والعربي بفترة الاستعمار ثم خلف الاستعمار استعمارا آخر أشد وإنجلترا وأوروبا يفهمون أن الإسلام مرتبط بالعواصم الإسلامية مصر وبلاد الشام والعراق والحجاز تعتبر القاعدة فركزوا على أن يخلف الاستعمار العسكر في هذه العواصم صحيح من الثورات كانت اسلامية سواء في مصر أو المغرب العربي أو فى العراق كلها  كانت تبدأ إسلامية ثم بعد ذلك تأتى الثورة المضادة للوصول الى الحكم مرة أخرى وهى نفس الطريقة التى نشهدها الآن .

*وتابع النشمي : فلم يعش المسلمون فترة في تاريخهم مثل ما نعيش من الممكن أن يشبه هذه الفترة سقوط غرناطة وتمزق دولة الاندلس حينما أصبحت دويلات ووصل الأمر أن يستعين من في هذه الدويلات بالنصارى على المسلمين،  لكن الفارق كبير فالآن نعيش نفس الحال فهناك من يستعين بغير المسلمين على المسلمين لكن فى تلك الفترة كانت دويلات والآن هى دول فهذه الفترة ليست بالفترة الطبيعية ولكنها استثنائية بكل مقاييسها فالاستعمار لم يعد جندي او عسكري يدخل الى الدولة ولكن أصبح الاستعمار في متناول اليد فهم على أرضنا وفي سمائنا وفي كل مكان ويوجهوننا التوجيه الذي يريدون فحتى الاستعمار لم يستطيع ان يتدخل في الامور العبادية لانه يعرف حساسيتها لكن لان اخترقت هذه الدوائر ونعرف اللجان التى تأتي على مستوى عالى للتفتيش وتبحث في اوراق بيت الزكاه ومؤسسات اخري في الدول وتتدخل في جزئيات فلابد أن نفقه هذا الواقع ففقة الواقع في العلاقات بين الدول الاسلامية والعربية فلاتجد علاقات بين الدول العربية والاسلامية بل إن تركيا حينما توجهت  توجها اسلاميا أصبح هناك توتر في العلاقات ، ونلحظ في هذا الواقع الجانب الفقهي لم يعد هناك دور لعلماء التوجيه وهذا أمر واضح فالفقهاء والعلماء ليس لهم دور في هذا بل اصبحت الفتوى وفق مطلب الحاكم فغيبت الجانب الفقهي رغم أن المفترض ان الفقهاء هم الذين يقودون السياسة وهم الذين يحددون الاطار السياسي باعتبار ان بيدهم الاطار الشرعي وكانت تزكية العلماء شعبية وهذه تعطيهم قوه والتاريخ شاهد على هذا بشكل واضح وظهر لدينا فقه ما كنا نعرفه فقلبت كثير من الموازين فالخروج على الحاكم المقصود بها الخروج بالسلاح فأصبحت المسيرات والمظاهرات خروج على الحاكم وهذا الفقة لاتجده في كتبنا أبدا لان الفقهاء أنفسهم يقودون مثل هذه المسيرات خصوصا , ان الإمام ابن تيمية يقود الجماهير لتغيير المنكرات وغيره من الأئمة فأصبح فقه مسيس إلى درجة كبيرة وليس له اصول يستند عليها فالفقهاء كان لديهم روح في علاقتهم مع الحاكم حتى الحاكم المتغلب كان لهم وضوح معه فكان الحاكم المتغلب له فترة يمكث فيها بالحكم وليس معني الحاكم المتغلب أن يظل طول عمره متغلبا .

*وأضاف النشمي: الفقة دخله من ليس من أهله والمجامع الفقهية التى تضم كل علماء الأمة لاتبحث في القضايا المصيرية للأمة ولكنها تبحث قضايا معاملات مالية وغيرها مشيرا إلى أن الواقع السياسي والفقهي يرتب مسؤولية كبيرة في تغيير الواقع ، وقد يقال كيف يغير هذا الواقع ، مؤكدا ان الربيع العربي هو نوع من التغيير فقد وصلت الامة الى حد لم تعد تطيق فقد حدث ما حدث فيه وكلنا يعرف ان الربيع العربي خاصة في مصر لم تكن للجماعات الاسلامية دور كبير فيها فقد قامت الثورات في تلك البلدان شعبية لكن باعتبار أن لها خبرة استطاعت ان تقطف الثمرة ونفس الحال في تونس ، متسائلا كيف يتم التعامل مستقبلا مع هذا الواقع ؟ وهذه قضية تحتاج الى من لهم خبره في الاستراتيجيات يضعوا لنا صورة وقد استدعينا كل من لهم خبرة في الشأن في رابطة علماء الشريعية وأعطونا نظرة حول المنطقة كيف تعيش ؟ وعلاقتنا مع دول الجوار وعلاقتنا مع الدول الغربية والتحالف الموجود الآن ماهى أهدافه وما يحدث في العراق وداعش ودوها اسئلة كثيرة لايستطيع ان يدركها وان من يدركها اصحاب السياسية والاستراتيجيات فالواقع في الحقيقة صعب لايفتي فيه فرد وإنما يحتاج إلى فقهاء ان صح التعبير أقرب الى الشعبية منهم الى الحكومية ولذلك الشيخ يوسف القرضاوي حينما نادى باتحاد علماء المسلمين كان هذا هو الهدف أنه يريد فقهاء شعبيين اي نابعين من الشعب ولا يمثلون الحكومات ولذلك حينما افتتح المؤتمر السابق في لندن ذكر في بداية حديثة عن سبب عقد المؤتمر في لندن وقال بأنه عرض على بعض الدول استضافة المؤتمر كلهم حضروا على حسابهم كان يقول كنت أتوقع ان يحضر 100 عالم ولكن كان الحضور الفعلى أكثر من 350 عالما .

*وبين النشمي : نحن نحتاج الى من يقيم الواقع من فقهاء ليس لهم تأثر بوظيفة أو راتب لأن هؤلاء يستطيعون أن يقيمون ففقهاءنا في السابق لم يكونوا موظفين فقد كانت تزكيتهم شعبية ، مشيرا إلى ان هذه الصورة واقعية فالمرئيات التى أمامنا تشير أن هناك أحداث كبير لانستوعبها وبعض حكوماتنا مشاركة فيها وبدأت اثارها تظهر وفى تقدير أن قضية داعش مفتعله من الممكن أن تقضي عليها الولايات المتحدة الأمريكية في أقل من شهر واذا كان أقوى رابع جيش في العالم استطاعوا ان يقضوا عليهم في أقل من سنة فأشياء في الحقيقة غير مفهوم ولا نستوعب أن يجتمع كل هذا الحشد لهذه القضية ولذلك أردوغان اخذ موقف من هذا الاتحاد لانه غير منطقي مشيرا إلى أن بعض المحللين يري أن أزمة النفط جزء من هذه الأهداف مبينا ان أزمة البترول أزمة سياسية والمقصود بها روسيا وايران بشكل مباشر وتؤثر بلاشك على تركيا لان تركيا هى ملاذ المسلمين فهذا الواقع الذي أراه من الجانب السياسي المحدود ومن الجانب الفقهي ونحن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيكفي حديث واحد يعطيك الواقع ولكن تفاصيله هى التى نعيشها.

*وأوضح النشمي أن الاطار العام الذي نعيشه واضح وهو أننا بعيدون عن تطبيق شرع الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا جزء من الغى بكل معنا وكل هذا بكسب أيدينا ،لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا كيفية تغيير المنكر حينما قال 'من رأي منكرا فليغيره '.

*واشار النشمي إلى اننا في الكويت نعتبر في واحة يستطيع عالم الشريعة أن يبدي رأيا ويصف وينتقد ويقول هذا صحيح وهذا خطأ وهذه الواحة لاتجدها في مكان آخر وهذه نعمة ونستطيع ان نصف الاحداث الموجودة في عالمنا الاسلامي ونوجه الأسئلة اين علماء الشريعية وهذا السؤال يتكرر في كل بلد فليس معني ذلك أن علماء الشريعية الذين يلتزمون الصمت لايدور هذا السؤال فيما بينهم فليس خافيا عليهم ما يحدث  فأعتقد ان كل بلد تدرى مشكلاتها واقدر على الاجابة على الاسئلة فهناك أمور سياسية حكم الشرع فيها واضح مثل ما حكم التضييق على المسلمين وماحكم الاستعانة بغير المسلمين على المسلمين والجواب الشرعي فيها واضح لكن متى يتحرك الناس أو العلماء لتغيير هذا الواقع فهذه سنة التغيير والقضية الاخرى التى لابد أن نؤمن بها وهو أنه لايحدث في كون الله إلا مايريد ، فهذه الاقدار التى نراها لله فيها حكمه فأحيانا يقول الشخص أن هذا الرجل حافظ للقرآن ومسلم بالمواصفات التى نريدها اذن لماذا تغير وحدث انقلاب فلايحدث هذا الا بحكمة وارادة من الله فهناك أخطاء ارتكبت مصادمه لسنة الله في اقامة الدولة الاسلامية ولاتدرج فيها فكيف تأتى وتستلم حكم والجيش والمخابرات والعسكر ضدك وتنظر من حولك فهو ضدك فهذا خطا استراتيجي فأنت أتيت في مكان لاأحد يريدك فيها فإعادة الخلافة ليس بالأمر الهين  فالحركات الكبيرة التى نشأت بعد الخلافة نشأت كردة فعل لذلك .

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك