'سوف' وأخواتها وقتل الطموحات!.. بقلم وليد الغانم

القبس

قتلتنا 'سوف' وأخواتها

وليد عبدالله الغانم

 

يتخذ بعض الناس بداية السنة موعداً لتجديد حياتهم الشخصية وتحقيق اهدافهم الخاصة وطموحاتهم في الحياة، فمنهم من يقرر تغيير نظامه الصحي والغذائي، وبعضهم يقررون تعلم حرفة أو مهنة، وبعضهم يفكرون باستكمال دراستهم، وهكذا الغالبية من الناس ينوون تطوير حياتهم في كل سنة، ولكن ينجح القليل منا في تحقيق ذلك على ارض الواقع، وتمر السنوات الواحدة تلو الاخرى وبعض الناس غاية ما يفعلونه التمني والاحلام دون الارتقاء بحياتهم بشكل جدي..

يعتقد البعض ان التغيير الايجابي لنفسه ومحيطه يمكن تحقيقه بمجرد الكلام والنوايا الحسنة، ويظن البعض ان التغيير ممكن بالارتجال والعشوائية، وفيما يستعجل آخرون رؤية نتائج هذا التغيير فينهزم قبل بلوغ اهدافه، ولذلك يكثر الكلام بين الناس عن نوايا التغيير والبدايات الجديدة وتقل الافعال الحقيقية لهذه الاماني..

اذا قرر احدنا تغييرا جذريا في حياته الصحية او المهنية او الاجتماعية أو اي مجال كان عليه في البداية ان يحدد هدفه الذي يرغب في تحقيقه والمدة المتوقعة لهذا الهدف والخطوات التي يجب اتباعها والأمور المعينة له والموانع التي ستواجهه، ثم يخطط لعملية التغيير بالورقة والقلم ويحول امانيه ورغباته الى برنامج مكتوب وواضح ليتمكن من تنفيذه وتقييم ادائه ونتائجه..

اذا قررت التغيير في حياتك فاختر الصحبة التي تعينك على هذا التغيير من اصحاب الهمم العالية الذين يشجعونك ويشدون من أزرك، وابتعد عن السلبيين والمحبطين ممن لا ينجزون شيئا في حياتهم ويحزنهم نجاح الآخرين، فأولئك القوم من اكبر عوائق التغيير..

لا تبالغ في وضع الاهداف التي تفرق امكاناتك حتى لا تحبط، ولا تتوقف لحظة عن استشارة اهل الخبرة والاختصاص في المجال الذي ترغب في تطوير وتغيير ذاتك به، فان بعض الاستشارات توفر لك زمناً عظيما وجهداً كبيراً وتختصر لك الطريق فابحث عن الناصح الأمين..

انظر للناجحين من حولك وثق تماماً ان نجاحهم لم يأت من فراغ وانما بجهد وتخطيط وصبر ومواصلة، وكن على يقين انه لا يفصل بينك وبينهم سوى شيء واحد، القرار الصحيح والارادة القوية، ولا تقل فات الوقت أو كبرنا أو لا أستطيع فماذا ننتظر لنلحق بركب الناجحين قبل أن تقتل طموحاتنا وتضيع سنوات حياتنا بسهام التأجيل والدعة والراحة وكلمات «سوف» وأخواتها.. اتخذ قرارك اليوم «فإذا عزمت فتوكل على الله» والله الموفق.