العالم يسير بقوة إلى الأسوأ!.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 507 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  بل هو عام سعيد بإذن الله

د. وائل الحساوي

 

اليوم هو الرابع من شهر يناير للعام الجديد 2015، ومازالت الاحداث العالمية الساخنة لم تتوقف، ومازال القتل والتفجير والحروب الدامية تستعر!!

وهل كنا نتوقع غير ذلك؟! العالم يسير بقوة الى الأسوأ لأن الذين يقودون العالم هم شرار الخلق ممن يتلذذون بتدمير بني جلدتهم واستعباد البشر من اجل مصالحهم الخاصة واهدافهم الخبيثة!!

حتى التطورات الحديثة، والاكتشافات التي تهل علينا في كل دقيقة وتمثل نقاطا بيضاء في سجل البشرية، يقوم هؤلاء بتسخيرها لمصالحهم الضيقة واهدافهم الخبيثة ولايبالون لمآسي البشر وتوجعهم ما داموا يحققون ما يريدونه!!

اعظم الجوائز العالمية يقدمونها لمن يخدمهم ويحقق مآربهم حتى ولو كانوا سفاحين يقتلون شعوبهم ويبيدون البشرية، فالمهم هو ان ينتصروا ويحققوا مآربهم!!

فلا ديمير بوتين يعتبر من اكبر سفاحي العالم الذين يقتلون بدم بارد، وقد ارتكب الكثير من المجازر بحق شعبه وبحق شعوب العالم، ولم يعترضه احد، وقد ظل اربع سنوات يدافع عن نظام بشار الاسد في سورية ويمده بأحدث الاسلحة والمعدات ويرسل له الخبراء الروس لدعمه - لا أدري من يقوم بتسديد فاتورة الاسلحة الروسية لدعم نظام الاسد ـ والقادة الغربيون يتفاوضون مع النظام الروسي تفاوض الند بالند، وكلما قيل لهم:اوقفوا سفك الدماء في سورية ، قالوا: نريد ذلك ولكن بوتين لايسمح لنا!!

وعندما تعدى بوتين حدوده في ضم جزيرة القرم وتحدى اوكرانيا، سقطت تلك المحاذير وحاصر الغرب روسيا اقتصاديا الى ان رأينا وجه بوتين - الذي لا مشاعر له - وقد تحول الى كتلة من الغضب والاحباط، ورأينا عملتهم (الروبل) تنهار كانهيار (جلمود صخر حطه السيل من علٍ).

ولا أستبعد ان يكون انهيار اسعار النفط الى اكثر من النصف في فترة قصيرة هي لعبة اميركية لضرب روسيا، بل ولضرب دول الخليج التي اقنعتها الولايات المتحدة بالمحافظة على انتاج الأوبك لتحقيق اهدافها فليس في السياسة عدو دائم ولا صديق دائم، ولكن هنالك مصالح دائمة!!

اما ايران التي تحلم باقامة امبراطوريتها الفارسية بأي ثمن، فقد وجدت من التشجيع الاميركي لها ما حرضها على ابتلاع عواصم اربع دول عربية ـ كما صرح قادتها - وعندما تعنتت حول المفاوضات في شأن ملفها النوي اعطاها العم سام فرصة للتفكير، فهو لاينوي اصلا معاقبتها بينما هي تحقق له جميع طموحاته في المنطقة وتنفذ ما عجز عن تحقيقه اوباما.

عندما طلب الفلسطينيون حقهم في تطبيق ما نصت عليه معاهدة اوسلو التي رعتها الولايات المتحدة في عهد كلينتون وطالبوا بانسحاب اسرائيلي من اراضي الضفة الغربية ليقيموا عليها كيانهم المنقوص، ما كان من الولايات المتحدة الا استخدام حق النقض (الفيتو) لوأد ذلك الحق الاصيل للفلسطينيين، فأركان العالم لاتقوم الا على مباركة الدول الخمس الكبرى وموافقتها، ومن تسول له نفسه مخالفة ذلك فجزاؤه الطرد والخذلان !!

اذا فهذا هو حال العالم في هذا العام الجديد، وهيهات ان يتغير موقف الدول الكبرى ما لم يتغير واقعنا، ولكن من ينظر بتمعن الى واقعنا، يجد من تحت الرماد نارا تتلظى،فالامة الاسلامية قد ضاقت ذرعاً بواقعها ، وادركت بان خلاصها لايمكن ان يأتي من أعدائها الذين لا يخفون عداوتهم المتأصلة لها، ورغبتهم في اذلالها!!

لايزال الوقت مبكرا لكي تتشكل جبهة واضحة تلم شمل تلك التجمعات المختلفة وتضعها في اطارها العملي الصحيح، ولاتزال الخلافات تسيطر على برنامج عملهم، ولكن المستقبل ينبئ بخير كثير، وما هذه العودة الصادقة للاسلام في كل مكان وحالة الغليان التي تسود العالم الاسلامي الا مقدمات لذلك الانبعاث الآتي لا محالة بإذن الله.

يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «اذا هلك كسرى فلا كسرى بعده» وقد اسقط عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عرش كسرى، ولم تقم للفرس دولة قوية بعدها.

كل ما نحتاجه هو اليقين بما وعدنا الله تعالى به والعمل لتحقيق ذلك.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك