عبد العزيز الفضلي يكتب عن المُلك والضرب بالنعال!
زاوية الكتابكتب يناير 9, 2015, 1:18 ص 949 مشاهدات 0
الراي
رسالتي / المُلك والضرب بالنعال
عبد العزيز صباح الفضلي
من أخطر الأمور التي يستجلب الإنسان فيها سخط ربه، أو يتسبب فيها بسوء خاتمته، هي أن ينازع الإنسانُ اللهَ تعالى فيما اختص الله عز وجل به نفسه.
فالملك والحكم والحياة والممات والعزة والذلة والتحليل أو التحريم، كلها بيد الله تعالى، جاء في الحديث القدسي «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما عذبته بناري».
الإنسان مخلوق جاهل مسكين ظلوم لنفسه، وإلا لما تجرأ على ربه وتحداه في ملكه.
فرعون مصر كان يزعم بأنه الإله الأعلى، وكان يقول لأهل مصر «ما علمت لكم من إله غيري»، فأراه الله حقيقة نفسه وهوانها وضعفها، فأغرقه بالماء الذي كان يزعم يوما أن من عظمة ملكه أن الأنهار كانت تجري من تحته.
النمرود كان ملكا طاغية، ولما حاججه إبراهيم عليه السلام بأن الله تعالى هو الذي يحيي ويميت قال النمرود متحديا: «وأنا أُحيي وأميت» فكيف كانت نهايته؟
أرسل الله تعالى حشرة فدخلت في أنفه ثم وصلت إلى مخه، فكان يصرخ من شدة الألم ولا يرتاح حتى يضرب على رأسه، فكان من الناس من يضربه على رأسه بالمطارق ومنهم من يضربه بالنعال، وأرحم الناس به من كان يجمع يديه ويضرب بهما رأسه، وظل على تلك الحال حتى مات من كثرة الضرب.
أوجد الغرب شخصية خرافية تقوم بأعمال خارقة وأعطوها اسم «سوبرمان»، وجعلوا لهذه الشخصية القدرة على القيام بأعمال تفوق قدرة البشر ومنها إحياء الموتى، فقد تمكن - حسب قصة الفيلم - من إعادة الزمن إلى الوراء بجعل الكرة الأرضية تدور عكس طبيعتها مما أتاح له إحياء حبيبته.
هل تعرفون كيف مات الممثل الذي كان يؤدي دور تلك الشخصية، لقد سقط من على ظهر الحصان، ليصاب بشلل رباعي وظل على تلك الحال تسع سنوات ثم توفاه الله، وقد عجز ذلك المسكين عن علاج نفسه، فأين ذهبت قدراته الخارقة؟
أذكر أن امرأة عرّافة كانت تدعي علم الغيب وكانت تتنبأ بموت المشاهير وحدوث الكوارث، فكيف كانت خاتمتها؟
شب حريق في شقتها، فأرادت النجاة فقامت بإلقاء نفسها من الدور الخامس لتلقى حتفها! فأين علم الغيب الذي كانت تدعيه؟
هناك جرأة على كلام الله تعالى وأحكامه، فالبعض يزعم أنه لم يعد صالحا لهذا الزمان، وآخر يدعي بأنه يجب حذف بعض النصوص التي تستجلب عداوة أهل الديانات الأخرى، وهذا كلام خطير يحتاج من صاحبه إلى إعلان توبة علنية، لأن مثل هذه الأقوال قد تُدخل صاحبها في دائرة الكفر، فليحذر على نفسه وليتب لربه، قبل أن يُنزِل عليه سخطه.
عندما ظلم أحد الطغاة الناس وتجبر، عاقبه الله تعالى أن جرفت المجاري قبره تحقيرا له، وعندما ادعى أحد دعاة الضلال أن مفاتيح الجنة بين يديه يوزع صكوكها على الناس كيف شاء، فضحه الله تعالى بانكشاف عورته يوم جنازته.
لذلك نقول لكل مسكين أطغاه ملكه أو سلطانه أو ماله، فأخذ ينازع الله تعالى في ملكه، احذر من انتقام العزيز الجبار الواحد القهار «وما الله بغافل عما تعملون».
تعليقات