مجزرة 'شارلي ايبدو' ليست نصراً للإسلام والمسلمين!.. برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 692 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  الرسول لا يحتاج إرهابكم

د. وائل الحساوي

 

مخطئ من يعتقد ان مجزرة (شارلي ايبدو) في فرنسا بتفاصيلها الدرامية المثيرة هي نصر للاسلام والمسلمين، ويبرر ذلك بأنه انتقام للرسول (صلى الله عليه وسلم) ممن يشتمونه ويستهزئون به عبر الصور والكاريكاتيرات السافرة!

إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بحاجة الى تلك الأعمال الاجرامية التي ينفذها شباب طائش، ورسالته قد عمت البشرية ووصلت الى جميع بقاع الارض، وبدلا من اسكات من ينتقد النبي او الاسلام عن طريق القتل فإن بذل الجهد من اجل نشر رسالة بين الناس وبيان سماحة الدين الاسلامي وجماله وشموليته هي اعظم وسيلة لاخراس من يتعرض له بسوء!

بحسب رواية احد الاخوين (كواتشي) اللذين شاركا في المجزرة فإن تنظيم القاعدة في اليمن هو الذي أرسله الى فرنسا ليتولى تنفيذ عملية الهجوم على الصحيفة، وها نحن نرى ذلك التنظيم المسخ وهو يفتك بالشعب المسلم في اليمن من خلال التفجيرات والقتل والرعب، ولا يفرق بين كبير ولا صغير، ويصد الناس عن سبيل الله ويشوه صورة الاسلام، فعن اي دين يدافع؟! ألم يسمع قول الله تعالى: «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها، وغضب الله عليه ولعنه، وأعد له عذاباً عظيماً»، أو لم يسمع قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لايزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما».

إذاً فنحن لسنا بحاجة الى هؤلاء الارهابيين من القاعدة وداعش الذين أفسدوا حياة المسلمين ودمروا ديارهم لكي يدافعوا عن ديننا ويعاقبوا من يتجرأ على رسولنا الكريم!

ولونظرنا للأمور من باب المصالح والمفاسد لوجدنا بأن مفسدة تلك الاعمال الاجرامية تبلغ اضعاف اضعاف مصالحها، فلاشك ان المسلمين في فرنسا يعتبرون اقلية ويعيشون مرحلة الاستضعاف، ومن شأن استثارتهم للسلطات الفرنسية ان تسبب لهم الأذى الكبير والتضييق على معيشتهم، وطرد الكثير منهم، وها هي الاحزاب اليمينية المتطرفة تنادي ليل نهار بضرورة طرد المسلمين من فرنسا وعلى رأسها (مارين لوبان) التي حصل حزبها على اكثر من 24 في المئة من اصوات الفرنسيين في الانتخابات الاوروبية السابقة، ومن المتوقع ان تتضاعف اصواتهم في اي انتخابات مقبلة.

بل ان موجة العداء للسامية تنتشر في اوروبا بشكل كبير وقد شاهدنا المظاهرات التي يقودها الألمان ضد الاسلام، وحرق المساجد في السويد، فهل من مصلحة الخمسين مليون مسلم في أوروبا ان يتم طردهم من بلادهم وتأليب العالم عليهم؟!

نحن ندرك بأن الغرب يتحمل نتيجة تلك الاحداث بسبب ازدواجية المعايير التي يتبعها ضد المسلمين، فهو الذي خزل أهل سورية عندما كانوا في اشد الحاجة لمن يقف معهم ضد آلة القمع الأسدية التي قتلت اكثر من 300 ألف من الابرياء وشردت أكثر من 12 مليون سوري!!

ولولا تلك المواقف المتحيزة او اللامبالية من المشكلة السورية لما برزت تلك الجماعات المتطرفة وانتشرت كعيش الغراب في كل مكان!

فهل كانوا يتوقعون بأن النار التي ساهموا في اشعالها لن تصل إليهم وتحرقهم؟!

إن هذه الاحداث بالرغم من مأسويتها إلا انها تكون جرس انذار للغرب لكي يعلم بأن انتهاكات حقوق الانسان في البلاد الاسلامية التي تجري تحت سمعه وبصره أو تحت رعايته، قد وصلت الى بلدانه من خلال ابنائه الذين تم توظيفهم من الجماعات الارهابية بسهولة، وأنها ستمتد لتحرقه من حيث لايحتسب، فلم يعد في ذلك العالم الكبير في مساحاته، الصغير في ارتباطاته واتصالات أفراده أي عقبة امام من يريد به سوءاً!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك