النفط الكويتي خسر 64 بالمئة وعاد لأسعار 2008

الاقتصاد الآن

545 مشاهدات 0


مازال نزيف اسعار النفط مستمرا في الاسواق العالمية منذ شهر يونيو الماضي على وقع الوفرة في المعروض وانخفاض الزيادة المتوقعة على الطلب مع تراجع اقتصاديات كبرى وزيادة في سعر صرف الدولار وزيادة كبيرة في انتاج النفط الصخري وعوامل اخرى.
ووفق الأسعار المعلنة اليوم من مؤسسة البترول الكويتية فقد وصل سعر برميل النفط الكويتي الى مستوى 90ر38 دولار في تداولات أمس ليخسر البرميل نحو 01ر69 دولار منذ يونيو الماضي عندما سجل 91ر108 دولار وهو ما يعني أن البرميل الكويتي خسر نحو 64 في المئة من قيمته.
ومنذ نحو ستة أشهر واسعار النفط تعاني من الانخفاض المتوالي لتسجل أدنى مستوياتها منذ نحو ستة أعوام عندما سجل البرميل الكويتي سعر 80ر38 دولار في الثاني من ديسمبر 2008 فيما لا يمكن تحديد وقت توقف نزيف الاسعار والحد الادني الذي يمكن أن تصل اليه الاسعار.
من جهته قال الخبير في استراتيجيات النفط محمد الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان التصريحات التي تصدر عن المنتجين تؤكد ان اختلال ميزان السوق سببه الفائض من خارج (اوبك).
ولفت الى انه بناء على المعطيات الموجودة لا توجد دواع لأي اجتماع طارىء ل (أوبك) مبينا ان آلية السوق هي الأفضل لإعادة التوازن للسوق النفطية.
واوضح الشطي ان من العوامل المتسببة لتسريع وتيرة هبوط اسعار النفط سلوك المضاربين في سوق النفط وهي من العوامل التي لم تحصل على متابعة كافية لافتا الى ان من العوامل المؤثرة ايضا ارتفاع مبيعات روسيا من النفط الخام وكذا مبيعات العراق.
وذكر ان من المنتظر خلال الأيام المقبلة صدور توقعات سكرتارية الاوبك ووكالة الطاقة الدولية 'وهي بلا شك ستؤثر في مسار السوق والاسعار'.
وحول ثورة النفط الصخري التي تسببت في زيادة المعروض ومن ثم تدهور الاسعار افاد الشطي بان تكاليف انتاج النفط الصخري اعلى من تكلفة انتاج النفط التقليدي وهناك عده أسباب وراء عدم تأثر نشاط النفط الصخري حتى الا بتدهور الاسعار منها ان التأثير يأخذ وقتا أطول ولا يكون آنيا.
وقال ان من الاسباب ايضا قيام العديد من الشركات باستخدام الية التحوط في الاسواق الآجلة وهي ضمان نسبة من المبيعات على اسعار عالية لمدة عام مبينا ان الاستمرار في الانتاج يكون دائما أفضل من خيار إيقاف الانتاج.
واوضح الشطي ان هناك الكثير من الشركات خفضت من انفاقها على الاستكشاف والتنقيب واعلنت عن ذلك مبينا ان البنوك التي تقوم بتمويل وضمان المشاريع ستتأثر لكن بوتيرة بطيئة نوعا ما.
وافاد الشطي بان الانتاج من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) يخضع لقرارات الشركات النفطية التي تعمل وفق مصالحها والجدوى الاقتصادية ومعايير اخري ويبقى في النهاية ما هو الأفضل إيقاف الانتاج او الاستمرار مبينا ان 'المؤشرات تدل على ان الخيار حاليا هو قرار استمرار الانتاج بالنسبة للشركات النفطية'.
وذكر ان من الاسباب التي تضاعف من تدهور اسعار النفط الأوضاع الاقتصادية في أوروبا واليابان وروسيا والتي وصلت في مجملها الى حالة من الركود وهو ما يسهم في ضعف السوق اضافة الى نشاط التكرير وضعف هوامش أرباح المصافي.
واضاف ان هناك من يراقب المخزون العائم في العالم وربما هناك بناء للمخزون من بعض الدول منها ايران موضحا ان أنظار المراقبين تتجه نحو الصين والهند مع متابعة التوجهات في بناء المخزون الاستراتيجي هناك ومتابعة بناء المخزون بصفه عامة.
وقال الشطي 'لعل من المؤشرات الإيجابية توقع ادارة معلومات الطاقة الامريكية خفضا في معدل تنامي انتاج الولايات المتحدة خلال الأعوام المقبلة نتيجة ضعف اسعار النفط وتعافي واتساع النشاط الصناعي في امريكا وتناقص نسب البطالة هناك وقوة صرف الدولار وتأثير ذلك في زيادة مبيعات السيارات واستهلاك الجازولين الذي انخفضت اسعاره'.
واشار الى ان من المتوقع ضعف الطلب وزيادة المعروض خلال النصف الاول من هذا العام بناء على توقعات صناعه النفط موضحا ان ذلك سيشكل ضغوطا على الاسعار مضيفا ان كان التكهن صعب جدا في الوقت الحالي ولا يستطيع احد ان يجزم بما ستكون عليه مستويات الاسعار في السوق .
وتوقع ان تبدأ مرحلة التعافي في النصف الثاني من العام شريطة مؤشرات تناقص الفائض 'ويمكن أن نعتبر عام 2015 بداية لمرحلة جديدة في صناعة النفط سواء من حيت هبوط وتعافي الاسعار او التوافق على آلية لتوازن السوق'.
واكد الشطي أن انخفاض وارتفاع اسعار النفط يعود أولا وأخيرا للعامل الرئيسي وهو العرض والطلب وهو عامل يتحكم فيه عدة عوامل اقتصادية وسياسية موضحا ان ما يحدث حاليا هو ان العرض اكثر من الطلب والأوضاع الاقتصادية العالمية تدور حولها الشكوك باستثناء الولايات المتحدة.
يذكر أن سعر برميل النفط الكويتي انخفض في تداولات أمس 39ر2 دولار ليستقر عند مستوى 90ر38 دولار مقارنة ب 29ر41 دولار للبرميل في تداولات الاثنين الماضي وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية اليوم.
وتراجع سعر عقود خام نفط الاشارة مزيج برنت لتسليم فبراير عند التسوية 84ر0 دولار ما يعادل 77ر1 في المئة ليصل إلى مستوى 59ر46 دولار في حين انخفض سعر عقود الخام الأمريكي الخفيف لتسليم فبراير عند التسوية 18ر0 دولار ما يعادل 39ر0 في المئة ليصل إلى مستوى 89ر45 دولار فيما يبقى السؤال متى يتوقف نزيف اسعار النفط؟.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك