'شارلي إيبدو' نتاج لسياسات الغرب الفاشلة في مواجهة الإرهاب!.. بنظر سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب يناير 16, 2015, 12:14 ص 445 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة / حول أحداث 'شارلي إيبدو'
سلطان الخلف
هز فرنسا حادث الاعتداء على صحيفة شارلي أيبدو الذي قتل فيه مجموعة من العاملين فيها من بينهم رسامي الكاريكاتير الأربعة المعروفين بانتقاداتهم اللاذعة للأديان ورموزها الدينية كشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم واعتبر الرئيس الفرنسي هولاند أن هذا الاعتداء يستهدف الحرية في فرنسا وأن ما قام به المعتدون هو عمل إرهابي لا علاقة له بالإسلام، ودعا الفرنسيين إلى الوحدة لمواجهة الإرهاب.
كما أعلن الخميس الماضي الحداد الوطني في فرنسا للتعبير عن مشاعر الحزن وتقديم العزاء لأسر الضحايا ومن بينهم الشرطي الجزائري أحمد مرابط الذي قتله منفذا الحادث ذوا الأصول الجزائرية بعد الهجوم على الصحيفة. كما أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة الفصل بين الإسلام والإرهاب.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن تتعرض العديد من المساجد في فرنسا إلى حوادث إطلاق الرصاص عليها، فالجالية الإسلامية تشكل 9% من سكان فرنسا كما أن هناك الملايين من المنتسبين إلى حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه المتطرفة مارين لوبن ذات المواقف الرافضة لقوانين الهجرة والتمييز ضد الأقليات حيث تعتبر حادث الاعتداء على الصحيفة فرصة لكسب المزيد من الفرنسيين إلى تأييد حزبها.
هذا الحادث استغله رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو ليعلن أن يهود فرنسا في خطر وعليهم الهجرة لإسرائيل بعد أن امتد حادث الاعتداء إلى متجر الأطعمة اليهودي حيث قتل فيه بعض الرهائن مع منفذي الاعتداء على الصحيفة لكن زعماء اليهود في فرنسا ردوا عليه بأنهم لن يتخلوا عن موطنهم فرنسا. أما المسلمون الفرنسيون فهم عرضة إلى مزيد من التمييز والمراقبة الأمنية والاعتداءات رغم أنهم تبرأوا من الحادث واعتبروه إرهابيا على لسان أئمة مساجدهم ونشطائهم السياسيين ورغم أنهم ينبذون التطرف ولا تجمعهم أي علاقة بالجماعات المتطرفة كما أنهم شاركوا بالمسيرة المليونية يوم الأحد الماضي للتعبير عن تمسكهم بالوحدة الفرنسية.
في لقائه مع القناة الفرنسية التلفزيونية الخاصة BFM الجمعة الماضية أدلى رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان بدلوه حول حادث الاعتداء على الصحيفة حيث انتقد السياسات المتناقضة والفاشلة التي تنتهجها الولايات المتحدة والدول الغربية في مواجهة الإرهاب حيث بدأت بمحاربة بؤرة واحدة في أفغانستان في العام 2001 حتى بلغت 15 بؤرة على مدى 13 عاما الماضية موزعة في أفغانستان والعراق وليبيا ومالي. وكأن لسان حاله يقول إن ما حدث في فرنسا هو نتاج لهذه السياسات الفاشلة.
تعليقات