خطر تكرار سيناريو 'جزائر التسعينات' في تونس!.. بقلم فوزية أبل

زاوية الكتاب

كتب 708 مشاهدات 0


القبس

المقاتلون العائدون إلى تونس!

فوزية أبل

 

في الذكرى الرابعة لثورتها تعيش تونس مرحلة من الفخر بانتصار الانتفاضة على حكم زين العابدين بن علي، مرفقة بنوع من القلق على الوضع الأمني. فالتقارير التونسية والدولية أكدت أن هناك حوالي أربعة آلاف تونسي يقاتلون في سوريا، فيما تم منع 8700 آخرين من السفر، إلى جانب حوالي 300 يقبعون بالسجون السورية، وغيرها.

فتونس أصبحت من أكثر الدول في عدد الجهاديين في سوريا (أو في صفوف داعش والنصرة أو غيرهما). مما رفع من حالة الجهوزية الأمنية والعسكرية تجاه هذا الملف، الذي بات يشكل أحد أبرز الملفات المؤرقة للسلطات، خصوصاً بعد خروج حزب النهضة من الحكومة، والتي لم تتوان في الغضاضة عن التيارات المتشددة وتدفق الأموال عليها.

والأخطر، هو ملف المقاتلين العائدين، والذي صار يهدد الاستقرار والأمن القومي التونسي، لأسباب عدة: أولا: أصبح لدى بعضهم خبرات ومهارات قتالية وميدانية، ونقل المعلومات، واستخدام الأسلحة والمتفجرات، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتشربوا الفكر التكفيري، والعنف والتنكيل وقطع الرؤوس.. ثانيا: بعضهم أصبح من القياديين في الميليشيات المسلحة والأعمال الإرهابية. ثالثا: انخرط بعض هؤلاء العائدين إلى تونس في أعمال إرهابية واغتيالات لشخصيات من المعارضة، بينهم محمد البراهمي وشكري بلعيد. رابعا: يخشى أن تتحول هذه الجماعات والأفراد إلى خلايا نائمة أو بؤر للتطرف والإرهاب داخل تونس، مما يهدد المرحلة التي يشرف عليها الرئيس السبسي والقيادة السياسية والأمنية. فالقادمون من سوريا قد ينسقون أعمالهم مع متطرفين تونسيين لديهم، هم أيضا، الرغبة في الإساءة لمجمل الوضع السياسي والتجربة الديموقراطية.. خامسا: القرى والمناطق الفقيرة والفئات المهمشة صارت بيئة حاضنة للتطرف.

وذكرت تقارير تونسية أنه بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع أفرجت السلطات بموجب العفو عن حوالي 300 سجين قاتلوا سابقا في العراق وأفغانستان والصومال واليمن، وأن المقاتلين العائدين من الخارج المعتقلين في السجون نقلوا إلى مئات النزلاء الفكر الجهادي التكفيري، وبعد خروجهم من السجن كونوا تنظيمات اتهمت باغتيال بعض الشخصيات المعارضة وعناصر الأمن، وتورطت في مهاجمة السفارة الأميركية في تونس.

ولا شك أن ما يحصل الآن في تونس يهدّد بتكرار سيناريو الوضع الجزائري في التسعينات، التي فقدت فيها الجزائر الآلاف من الضحايا الأبرياء نتيجة المواجهات الأمنية مع المقاتلين والمتشددين العائدين من أفغانستان دامت 10 سنوات.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك