غنيم الزعبي يكتب: أنت من طرف منو؟!

الأنباء

في الصميم  /  أنت من طرف منو؟

م. غنيم الزعبي

 

دخلت على مدير مكتب أحد المسؤولين لمعاملة ما وبعد أن نظر إليها واستمع إلى شرح واف مني حول ظروفها وتفاصيلها رفع رأسه إلي وقال جملة صدمتني «أخوي أنت من طرف منو؟»..بدلا من توجيه المعاملة نحو الإجراء الصحيح فقط اتجه تفكيره كيف يستفيد من الموقف.

هذي مصيبتنا في بعض المحيطين ببعض المسؤولين الذين حولوا مناصبهم إلى (مغنم) يستفيدون منه في (الطالعة والنازلة) حتى لو كان على حساب هموم ومشاكل المواطنين..لا يهم المهم هو كيف (أحلب) هذا المنصب الذي قد لا يتكرر مرة أخرى.

ناس أغلبهم كانوا مهمشين في الحياة..فجأة جاءت بهم الأقدار ليكونوا واجهة ذلك القيادي الذي في كثير من الأحيان لا يعلم بأفعالهم ولا يدري عن سلوكهم خارج مكتبه الذي تحول وسيلة للاسترزاق لهؤلاء فلا تمر معاملة إلا بواسطة.. ولا يدخل مواطن على المسؤول إلا بعد أن يكسبوا منه جميلا يحتفظون به للمستقبل حين يطير صاحبهم من المنصب ويعودون إلى هامش الحياة.

ومن هنا جاءت الحاجة لتفعيل قرارات وسلطة ديوان الخدمة المدنية وعدم الاكتفاء بدور التقرير السنوي الذي يتهم تلك الجهة بارتكاب مخالفات وهو تقرير لا تلقي له بالا معظم الوزارات..مخالفة طيب وبعدين؟ ولا شيء.. مجرد رزمة كبيرة من الأوراق تتراكم في قسم المحفوظات في الوزارة يتجمع عليها الغبار.. وفي بعض الحالات (ولسخرية القدر) يتم تشكيل لجنة لها مزايا ومكافآت مالية ضخمة في بعض المؤسسات الحكومية لدراسة تلك المخالفات.. وتضم المسؤولين الذين ارتكبوا تلك المخالفات. يعني استفادوا من (الصوبين)..حين ارتكبوا تلك المخالفات وحين تم ضمهم للجان التي (تدرس) مخالفاتهم وكأنهم سيدينون أنفسهم.

يجب عدم ترك الموظف وحيدا في مواجهة هؤلاء المسؤولين والمحيطين بهم..المطلوب دور أكبر لمراقبي الخدمة المدنية في الوزارات.. يجب ألا يمر أي قرار إشرافي دون موافقتهم.

نقطة أخيرة: كلمتان لا غير..حسبي والله ونعم الوكيل على كل مسؤول وتابع له ساهم في ظلم أي موظف كويتي..الظلم ظلمات وقد تجدون العاقبة عاجلا في صحتكم.