التعامل الأمني مع الإرهاب يجعله أكثر ضرراً وعنفاً وتمدداً.. بنظر سعاد المعجل
زاوية الكتابكتب فبراير 3, 2015, 12:53 ص 500 مشاهدات 0
القبس
المعالجة الأمنية للإرهاب
سعاد فهد المعجل
بعد أربعة أعوام من عمر الربيع العربي، تتفاوت الآراء حول نجاح الثورات العربية في ارساء مجتمع أفضل، ولن نقول هنا: مجتمع ديموقراطي حر ونامٍ ومتطور، وانما سنكتفي فقط بوصفه مجتمعاً أفضل من سابقه!
مهمة التحول لم تكن ولن تكون سهلة على الاطلاق، فهنالك ارث شاسع من الاستبداد.. والتخلف والتطرف والدكتاتورية قد تستغرق مهمة التخلص منها عقودا وليس أربعة أعوام فقط!
واضح ان الطرف الآخر أصبح أكثر اعتماداً على الجهاز الأمني في مواجهة فكر الربيع العربي الآخذ في التشكل لدى شرائح كبيرة جداً من المجتمعات العربية! وطبعاً استطاع الجهاز الأمني في أكثر من دولة عربية سواء من تلك التي طالها ربيع العرب بشكل ملموس، أو تلك التي تأثرت بتداعياته، استطاع ان يدخل المشاهد تحت مسميات مختلفة، كمكافحة الارهاب، ومواجهة المتطرفين، ومقاومة الفئات الضالة، وغيرها من المسميات تصدح بها الفضائيات العربية يومياً.
اليوم تدخل على المشهد الأمني العربي أطراف خارجية تحمل الأجندة نفسها.. وتوظف الأدوات نفسها وتستخدم المفردات نفسها، مكافحة الارهاب! وهم يعلمون أو لا يعلمون ان مثل هذا التعامل الأمني مع ظاهرة أفرزتها سنوات طويلة من القمع والكبت والاستبداد لن يكون إلا بمنزلة تخصيب لظاهرة الارهاب بشكل قد يجعلها أكثر ضرراً وعنفاً وتمدداً!
في مصر.. وفي العراق.. وفي سوريا.. وفي ليبيا.. وفي اليمن.. وفي سائر دول المنطقة، لم يتعلم، على ما يبدو، المسؤولون ان هنالك قاعدة ثابتة تقول ان العنف لا يمكن ان يولد إلا عنفاً، وان الاصرار على معالجة الارهاب بالشق الأمني فقط سيكون مجرد ممارسة مكررة لتجارب سابقة اثبتت فشلها!
معالجة الارهاب ومكافحته تبدأ أولاً بمعالجة أسبابه، وبالتحديد معالجة سياسات طالما غضت النظر بل ومارست الارهاب والعنف بشكله الرسمي (الأمني)! لذلك ستبقى دائرة العنف الشيطانية طالما بقيت أسباب وجذور الارهاب بمعزل عن الحرب العالمية على الارهاب!
تعليقات