بهيجة بهبهاني تكتب: عضو هيئة التدريس خط أحمر!

زاوية الكتاب

كتب 568 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  عضو هيئة التدريس خط أحمر!

أ.د بهيجة بهبهاني

 
بدأت، في الفترة الأخيرة، حملة هجوم صحافية وطلابية شرسة ضد أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية، لسبب أساسي يتمثل في قلة الشعب الدراسية المطروحة والمفتوحة، مقارنة بأعداد الطلاب والطالبات في الكلية، التي تقارب 20000 طالب وطالبة، مما سيؤدي إلى تسجيل بعض الطلبة بعدد قليل من الوحدات الدراسية، مما سيؤخر تخرجهم في الكلية. إن الأسباب الأساسية لزيادة ميزانية كلية التربية الأساسية في السنوات الأخيرة عما قبلها تعود أولاً إلى تزايد أعداد المقبولين من الطلبة عاماً بعد آخر - بناء على طلب الجهات العليا وليس حسب حاجة سوق العمل - وما يصاحبها من استحقاقات مختلفة شكّلت ضغطاً على ميزانية الكلية، خصوصاً في العامين الحالي والسابق. وثانياً إلى استحقاقات عملية الانتقال لمباني الكلية من الشامية والعديلية إلى العارضية، وما رافقها من إنفاق متعدد الأغراض. وهي أسباب لا تتعلّق بمطالبة أعضاء هيئة التدريس بصرف الساعات الإضافية التي قاموا بتدريسها، حيث إن فتح مزيد من الشعب الدراسية تتبعه بالتأكيد زيادة في الساعات التدريسية الزائدة عن النصاب لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى زيادة في انتداب المزيد من أعضاء هيئة التدريس لتدريس المجموعات الدراسية الإضافية المفتوحة.
إن زيادة أعداد الطلبة تسببت في زيادة استهلاك المواد المختبرية، مثل أجهزة الحاسوب والمعدات العلمية والمواد الكيماوية في الأقسام العلمية التطبيقية. وللعلم، فإن المختبرات العلمية في الكلية، حالياً، مشغولة بالمقررات العلمية منذ 8 صباحاً إلى 6 مساء يومياًَ، فإذا تم فتح شعب جديدة فلن تتوافر مختبرات علمية لتدريسها في مباني الكلية بالعارضية. ولهذا، اضطرت إدارة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، أخيراً، إلى استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين تقل الوحدات، جداولهم، الدراسية عن 10 وحدات دراسية وتسجيلهم في الشعب المغلقة من خلال رفع أعداد الطلبة في المجاميع الدراسية العلمية المتوافرة من 25 (العدد اللائحي) إلى 35 طالباً، مما سيؤثر على قلة استيعابهم واكتسابهم للعلم ومفاهيمه وحقائقه.
إن كثرة عدد الطلبة في الشعب الدراسية تقلل من جودة التعليم وتحد من الارتقاء بالعملية التعليمية، خصوصاً في الأقسام العلمية ذات التخصص التطبيقي، حيث يحتاج كل طالب، على حدة، إلى جهاز حاسوب، وإلى مجهر، وإلى مواد مختبرية لإجراء التجارب العملية بنفسه.
إن عضو هيئة التدريس كان وما زال خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، فاحفظوا أقلامكم وألسنتكم بعيداً عنه!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك